Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 5-5)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بَلْ يُرِيدُ ٱلإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } أي : ليدوم على الفجور ، فيما يستقبله من الزمان ، ولا يثنيه عنه شيء ، ولا يتوب منه أبداً . قال الشهاب : { أَمَامَهُ } ظرف مكان ، استعير هنا للزمان المستقبل ، فيفيد الاستمرار . والضمير للإنسان ، أو ليوم القيامة . وقيل : الدوام والاستمرار ، لأنه خبر عن حال الفاجر ، بأنه يريد ليفجر في المستقبل . على أن إرادته وحسبانه هما عين الفجور . وفي إعادة المظهر ما لا يخفى من التهديد ونعي قبيح ما ارتكبه ، وأن الإنسانية تأباه . وقيل : حمله على الاستمرار ليصح الإضراب ، ويصير المعنى : بل يريد الإنسان أن يستمر على فجوره ولا يتوب ، فلذا أنكر البعث . وقال القاشاني : أي : ليدوم على الفجور بالميل إلى اللذات البدنية ، والشهوات البهيمية ، غارزا رأسه فيها فيما بين يديه من الزمان الحاضر والمستقبل ، فيغفل عن القيامة لقصور نظره عنها ، وكونه مقصوراً على اللذات العاجلة ، وفرط تهالكه عليها ، واحتجابه بها عن الآجلة سائلاً عنها ، متعنتا مستبعداً إياها ، كما قال سبحانه : { بَلْ يُرِيدُ ٱلإِنسَانُ … } .