Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 30-31)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } قال ابن جرير : أي وما تشاؤون اتخاذ السبيل إلى ربكم إلا أن يشاء الله ذلك لكم ؛ لأن الأمر إليه لا إليكم . أي : لأن ما لم يشأ الله وقوعه من العبد لا يقع من العبد . وما شاء منه وقوعه وقع . وهو رديف ( ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ) هذا تأويل السلف . وقالت المعتزلة : أي : وما تشاؤون الطاعة إلا أن يشاء الله بقسرهم عليها . والمسالة مبسوطة في الكلام . وقد لخصناها في ( شرح لقطة العجلان ) فارجع إليه . { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً } أي : بأحوالهم وما يكون منهم { حَكِيماً } أي : في تدبيره وصنعه وأمره . { يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ } قال أبو السعود : بيان لإحكام مشيئته المترتبة على علمه وحكمته . أي : يدخل في رحمته من يشاء أن يدخله فيها . وهو الذي يصرف مشيئته نحو اتخاذ السبيل إليه تعالى ، حيث يوفّقه لما يؤدي إلى دخول الجنة من الإيمان والطاعة . { وَٱلظَّالِمِينَ } وهم الذين صرفوا مشيئتهم إلى خلاف ما ذكر { أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } يعني : عذاب النار . وقاناه الله بمنه وكرمه .