Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 42-46)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَٰهَا } أي : إقامتها . أي : متى يقيمها الله ويكونها . قال الناصر : وفيه إشعار بثقل اليوم كقوله : { وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً } [ الإنسان : 27 ] ألا تراهم لا يستعملون الإرساء إلا فيما له ثقل ، كمرسى السفينة ، وإرساء الجبال . { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَٰهَا } أي : في أي شيء أنت من ذكر ساعتها لهم . أي : ليس إليك ذكرها لأنها من الغيوب ، فلا معنى لسؤالهم إياك عنها . ولذا قال : { إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَٰهَآ } أي : منتهى علمها { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَٰهَا } أي : ما بعثت إلا لإنذار من يخاف حسابها ، وعقاب الله على إجرامه . ولم تكلف علم وقت قيامها { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَٰهَا } أي : كأن هؤلاء المكذبين بها ، وبما فيها من الجزاء والحساب ، يوم يشاهدون وقوعها ، من عظيم هولها ، لم يلبثوا في الدنيا أو في القبور إلا ساعة من نهار ، بمقدار عشية أو ضحاها . وإضافة الضحى إلى العشية لما بينهما من الملابسة ، لاجتماعهما في يوم واحد .