Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 84, Ayat: 6-9)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ } قال ابن جرير : أي إنك عامل إلى ربك عملاً فملاقيه به ، خيراً كان أو شراً . والمعنى : فليكن عملك مما ينجيك من سخطه ، ويوجب لك رضاه ، ولا يكن مما يسخطه عليك فتهلك . وقال القاشاني : أي : إنك ساع مجتهد في الذهاب إليه بالموت . أي : تسير مع أنفاسك سريعاً . كما قيل : أنفاسك خطاك إلى أجلك ؛ أو مجتهد مجدٌّ في العمل ، خيراً أو شرّاً ، ذاهب إلى ربك فملاقيه ضرورة . قال : والضمير إما للرب وإما للكدح . وأصل الكدح جهد النفس في العمل والكد فيه ، حتى يؤثر فيها . من ( كدح جلده ) إذا خدشه . فاستعير للجد في العمل وللتعب ، بجامع التأثير في ظاهر البشرة { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ } وهم من آمن وعمل صالحاً واتصف بما وصف به الأبرار ، في غير ما آية { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } قال ابن جرير : بأن ينظر في أعماله فيغفر له سيئها ويجازي على حسنها . وقال القاشاني : بأن تمحى سيئاته ويعفي عنه ويثاب بحسناته دفعة واحدة ، لبقاء فطرته على صفائها ونوريتها الأصلية { وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ } أي : زوجته وأقاربه . أو قومه ممن يجانسه ويقارنه من أصحاب اليمين { مَسْرُوراً } أي : بنجاته من العذاب ، أو بصحبتهم ومرافقتهم ، وبما أوتي من حظوظه .