Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 24-24)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ } أي : أقاربكم الأدنون ، أو قبيلتكم . قال أهل اللغة : عشيرة الرجل بنو أبيه الأدنون ، أو قبيلته ، كالعشير - بلا هاء - مأخوذة من ( العشرة ) ، أي : المعاشرة ؛ لأنها من شأنهم ، أو من ( العَشَرة ) الذي هو العدد لكمالهم ، لأنها عدد كامل { وَأَمْوَالٌ ٱقْتَرَفْتُمُوهَا } أي : اكتسبتموها { وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا } أي : فوات وقت نفادها بقراقكم لها . { وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَآ } أي : منازل تعجبكم الإقامة فيها من الدور والبساتين { أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ } أي : المنعم بالكل { وَرَسُولِهِ } وهو واسطة نعمه { وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ } أي : مما يعلي دينه { فَتَرَبَّصُواْ } أي : انتظروا { حَتَّىٰ يَأْتِيَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِ } أي : بقضائه ، وهو عذاب عاجل ، أو عقاب آجل ، أو فتح مكة ، وهذا أمر تهديد وتخويف . أي : فارتقبوا قهر الله بدعوى محبته بالإيمان ، وتكذيبها بترجيح محبة غيره { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ } أي : الخارجين عن الطاعة في موالاة المشركين والمؤثرين لما ذكر على رضاه تعالى . تنبيهات الأول : قال بعضهم : ثمرة الآيتين تحريم موالاة الكفار ، ولو كانوا أقرباء ، وأنها كبيرة لوصف متوليهم بالظلم ، ووجوب الجهاد ، وإيثاره على كل هذه المشتهيات المعدودة طاعة لله ولرسوله . الثاني : قال الرازيّ : الآية الثانية تدل على أنه إذا وقع التعارض بين مصلحة واحدة من مصالح الدين ، وبين جميع مهمات الدنيا ، وجب على المسلم ترجيح الدين على الدنيا . الثالث : في هذه الآية وعيد وتشديد ؛ لأن كل أحد قلما يخلص منها ، فلذا قيل : إنها أشد آية نعت على الناس . كما فصَّله في ( الكشاف ) بقوله : وهذه آية شديدة لا ترى أشدّ منها ، كأنها تنعي على الناس ما هم عليه من رخاوة عقد الدين ، واضطراب حبل اليقين . فلينصف أورعُ الناس وأتقاهم من نفسه ، هل يجد عنده من التصلب في ذات الله ، والثبات على دين الله ، ما يستحبّ له دينه على الآباء والأبناء والأخوات والعشائر والمال والمساكن وجميع حظوظ الدنيا ، ويتجرّد منها لأجله ؟ أم يزوي الله عنه أحقر شيء منها لمصلحته فلا يدري أيَّ طرفيه أطول ؟ ويغويه الشيطان عن أجلّ حظ من حظوظ الدين ، فلا يبالي كأنما وقع على أنفه ذباب فطيّره ؟ !