Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 28-33)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } يعني المشركين وأوثانهم جميعا { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ } يعني الأوثان { فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ } بالسيئات يعني المشركين على حدة والأوثان على حدة { وَقَالَ شُرَكَآؤُهُمْ مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } الأوثان تقول هذا للمشركين ما كانت عبادتكم إيانا عن دعاء كان منا لكم وإنما دعاكم إلى عبادتنا الشيطان . قال محمد يجوز النصب في قوله عز وجل { مَكَانَكُمْ } على الأمر كأنهم يقال لهم انتظروا مكانكم حتى يفصل بينكم وهي كلمة جرت على الوعيد تقول العرب مكانك تتوعد بذلك . وقوله عز وجل { فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ } أي ميزنا يقال أزلت الشيء من الشيء أزيله أي مزته منه أميزه . { فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا } لقد كنا { عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ } قال الحسن يحشر الله عز وجل الأوثان المعبودة في الدنيا بأعيانها فتخاصم من كان عبدها { هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ } قال مجاهد يعني تختبر ثواب ما أسلفت في الدنيا وهي تقرأ على وجه آخر تتلو أي تتبع . قال ابن مسعود هذا في البعث ليس أحد كان يعبد شيئا من دون الله عز وجل إلا وهو مرفوع له { وَرُدُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ } ربهم الحق والحق اسم من أسماء الله عز وجل . ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم { قُلْ } لهم { مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } وهو على الاستفهام { أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَارَ } أي يذهبها أو يبقيها { وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ } قال مجاهد يعني يخرج الناس الأحياء من النطف والنطف من الناس الأحياء والأنعام مثل ذلك والنبات مثل ذلك . وقال الحسن يعني يخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن { وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } فيما يحيي ويميت ويقبض ويبسط { فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } وأنتم تقرون بالله عز وجل أنه هو الذي يفعل هذه الأشياء ثم لا تتقونه وتعبدون هذه الأوثان من دونه . { فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ } يعني أن أوثانكم ضلال وباطل { فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ } فكيف تصرف عقولكم فتعبدون غيره . { كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ } أي سبق قضاؤه { عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوۤاْ أَنَّهُمْ } بأنهم { لاَ يُؤْمِنُونَ } يعني الذين يلقون الله بشركهم .