Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 28-38)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ٱبْتِغَآءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا } يعني انتظار رزق الله { فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً } يعني أن يقول للسائل يرزقنا الله وإياك { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ } قال الحسن يقول لا تكن بخيلا منوعا فيكون مثلك مثل الذي غلت يده إلى عنقه { وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ } فتنفق في غير بر { فَتَقْعُدَ مَلُوماً } في عباد الله لا تستطيع أن تسع الناس { مَّحْسُوراً } أي قد ذهب ما في يدك . قال محمد المحسور والحسير الذي قد بالغ في التعب والإعياء المعنى تحسرك العطية وتقطعك . { إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ } أي يضيق { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ } يعني الموءودة { خَشْيَةَ إِمْلاقٍ } يعني الفاقة { نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً } ذنبا { كَبِيراً } . { وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً } يعني القود إلا أن يعفو الولي أو يرضى بالدية إن أعطيها { فَلاَ يُسْرِف فِّي ٱلْقَتْلِ } أي لا يقتل غير قاتله { إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً } أي ينصره السلطان حتى يقيده منه { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } يعني أن يوفر ماله حتى إذا بلغ أشده دفع إليه ماله إن آنس منه الرشد . قال قتادة لما نزلت هذه الآية اشتدت عليهم فكانوا لا يخالطونهم في مطعم ولا نحوه فأنزل الله بعد ذلك { وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ } [ البقرة : 220 ] . { وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ } يعني ما عاهدوا عليه فيما وافق الحق { إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً } يسأل عنه الذين أعطوه { وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ ذٰلِكَ خَيْرٌ } إذا أوفيتم الكيل وأقمتم الوزن { وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } . يعني عاقبة الآخرة ومعنى القسطاس العدل { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } الآية تفسير الحسن لا تقف أخاك المسلم من بعده إذا مر بك فتقول إني رأيت هذا يفعل كذا وسمعت هذا يقول كذا لما لم تسمع ولم تر . قال محمد أصل الكلمة من قولك قفوت الأثر أقفوه قفوا إذا اتبعته فمعنى الآية لا تتبعن لسانك من القول ما ليس لك به علم وهو الذي أراد الحسن . { إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } يسأل السمع عما سمع والبصر عما أبصر والقلب عما عزم عليه . قال محمد كل جمع أشرت إليه من الناس وغيرهم ومن الموات فلفظه أولئك { وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ } يعني على الأرض { مَرَحاً } كما يمشي المشركون قال محمد أصل المرح حركة الأشر والبطر . { إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ } بقدمك إذا مشيت { وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً * كُلُّ ذٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ } أي خطيئته { عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً } .