Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 196-200)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَتِمُّواْ ٱلْحَجَّ وَٱلْعُمْرَةَ } تفسير قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما هي حجة وعمرة فمن قضاهما فقد قضى الفريضة أو قضى ما عليه فما أصاب بعد ذلك فهو تطوع " . قال يحيى العامة على أن الحج والعمرة فريضتان إلا أن سعيدا أخبرنا عن أبي معشر عن إبراهيم عن عبد الله بن مسعود قال الحج فريضة والعمرة تطوع والقراءة على هذا المقرأة العامة بالنصب فيهما . قوله تعالى { فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ } الإحصار أن يعرض للرجل ما يحول بينه وبين الحج من مرض أو عدو { فَمَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْيِ } قال ابن عباس ما استيسر من الهدي شاة { وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ ٱلْهَدْيُ مَحِلَّهُ } قال عطاء كل هدي بلغ الحرم ثم عطب فقد بلغ محله إلا هدي المتعة والمحصر قال محمد المحل الموضع الذي يحل فيه النحر وهو من حل يحل أي وجب يجب { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ } . يحيى عن مجاهد عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به عام الحديبية وهو محرم وهو يوقد تحت قدر له فنكس رأسه فإذا الهوام تجول في رأسه فقال : " أتؤذيك هوام رأسك يا كعب " قال نعم فسكت النبي عليه السلام فنزلت هذه الآية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " احلقه وصم ثلاثة أيام أو أطعم فرقا بين ستة أو أهد شاة " . قال يحيى الفرق ثلاثة آصع صاع بين اثنين . { فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلْعُمْرَةِ إِلَى ٱلْحَجِّ } من أهل بعمرة في أشهر الحج في شوال أو في ذي القعدة أو في ذي الحجة ثم حج من عامة ذلك فهو متمتع عليه ما استيسر من الهدي فإن لم يجد صام ثلاثة أيام في الحج . مالك بن أنس عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال من يوم يهل إلى يوم عرفة فإن فاته ذلك صام أيام منى . قوله تعالى { وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ } . يحيى عن عثمان عن نافع عن سليمان بن يسار أن عمر بن الخطاب قال صام إذا رجع إلى أهله وقال مجاهد إن شاء صامها في الطريق . { ذٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } قال عطاء من كان منها على رأس ليلة فهو من حاضري المسجد الحرام . { ٱلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ } هي شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة { فَمَن فَرَضَ } أي أوجب { فِيهِنَّ ٱلْحَجَّ } على نفسه { فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي ٱلْحَجِّ } قال ابن عباس الرفث الجماع والفسوق المعاصي والجدال أن يماري بعضهم بعضا حتى يغضبوا . يحيى عن حماد عن أبي الزبير عن طاوس أن ابن الزبير قال إياكم والنساء فإن الإعراب من الرفث والإعراب أن يعرب لها بالقول يقول لو كنا حلالا لفعلنا كذا قال فأخبرت بذلك ابن عباس فقال صدق ابن الزبير . { وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ } هو كقوله { وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَروهُ } [ آل عمران : 115 ] . { وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ } تفسير قتادة قال كان أناس من أهل اليمن يحجون ولا يتزودون فأمرهم الله بالزاد والنفقة في سبيل الله ثم أخبرهم أن خير الزاد التقوى . آية { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } يعني التجارة في الحج { فَإِذَآ أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَٰتٍ } قال قتادة أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات بعد غروب الشمس وقال الحسن إن جبريل أرى إبراهيم عليه السلام المناسك كلها حتى إذا بلغ إلى عرفات قال يا إبراهيم أعرفت ما رأيت من المناسك قال نعم ولذلك سميت عرفة . { فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلْمَشْعَرِ ٱلْحَرَامِ } قال قتادة هي المزدلفة . يحيى عن إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر ابن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صلى الصبح وقف بجمع ثم أفاض قال قتادة إنما سمي جمعا لأنه يجمع فيه بين المغرب والعشاء { وَٱذْكُرُوهُ كَمَا هَدَٰكُمْ وَإِن كُنْتُمْ مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ } تفسير الحسن من الضالين في مناسككم وحجكم ودينكم كله . { ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ } وهي الإفاضة من عرفة قال قتادة كانت قريش وكل ابن أخت لهم وحليف لا يقفون بعرفة ويقولون نحن أهل الله فلا نخرج من حرمه { فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَّنَاسِكَكُمْ } قال السدي يعني إذا فرغتم من مناسككم { فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً } قال قتادة كان أهل الجاهلية إذا قضوا مناسكهم ذكروا آباءهم وفعل آبائهم بذلك يخطب خطيبهم إذا خطب وبه يحدث محدثهم إذا حدث فأمرهم الله عز وجل إذا قضوا مناسكم أن يذكروه كذكرهم آباءهم { أَشَدَّ ذِكْراً } يعني بل أشد ذكرا . { فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ آتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ } أي من نصيب وهم المشركون ليس لهم همة إلا الدنيا لا يسألون الله شيئا إلا لها وذلك أنهم لا يقرون بالآخرة ولا يؤمنون بها .