Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 256-260)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ } تفسير سعيد بن جبير قال كان قوم من أصحاب النبي عليه السلام استرضعوا أولادهم في اليهود في الجاهلية فكبروا على اليهودية فلما جاء الإسلام وأسلم الآباء أرادوا أن يكرهوا أبناءهم على الإسلام فأنزل الله { لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ } يعني الهدى من الضلالة { فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّاغُوتِ } بالشيطان { وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا } أي لا انقطاع لها { ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } قال الحسن ولي هداهم وتوفيقهم { يُخْرِجُهُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } يعني من الضلالة إلى الهدى { ٱلطَّاغُوتُ } من الهدى إلى الضلالة قال محمد والطاغوت ها هنا واحد في معنى جماعة وهذا جائز في اللغة إذا كان في الكلام دليل على الجماعة . { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ } الذي حاج إبراهيم في ربه هو نمروذ في تفسير قتادة قال قتادة وهو أول ملك تجبر في الأرض وهو صاحب الصرح الذي بني ببابل { إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ } قال قتادة ذكر لنا أن نمروذ دعا برجلين فقتل أحدهما واستحيى الآخر { قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ } أي أستحيي من شئت وأقتل من شئت { قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأْتِي بِٱلشَّمْسِ مِنَ ٱلْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ ٱلْمَغْرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَ } قال محمد يعني انقطعت حجته { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } يعني المشركين الذين يلقون الله بشركهم أي لا يهديهم إلى الحجة ولا يهديهم من الضلالة إلى دينه . { أَوْ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ } قال محمد المعنى هل رأيت كذلك أو كالذي مر على قرية على طريق التعجب { وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا } قال محمد يعني وهي خراب على سقوفها والأصل في ذلك أن تسقط السقوف ثم تسقط الحيطان عليها { قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِـي هَـٰذِهِ ٱللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا } قال قتادة هو عزيز والقرية بيت المقدس بعد ما خربه بختنصر فقال أنى تعمر هذه بعد خرابها { فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } ذكر لنا أنه مات ضحى وبعث قبل غروب الشمس فقال لبثت يوما ثم التفت فرأى بقية من الشمس من ذلك اليوم فقال أو بعض يوم { قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَٱنْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ } أي لم يتغير قال الكلبي كان معه سلتان سلة من تين وسلة من عنب وزق فيه عصير { وَٱنْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ } فنظر إلى حماره فإذا هوعظام بالية فرأى العظام قد تحركت وسعى بعضها إلى بعض وجاء الرأس إلى مكانه ثم رأى العصب والعروق ألقيت عليها ثم وضع عليها اللحم ثم بسط عليها الجلد ثم نفخ فيه الروح فإذا هو قائم ينهق فخر عزير ساجدا { قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . قال يحيى قرأها قوم { نُنْشِزُهَا } بالزاي وقوم آخرون كيف ننشرها وهو أجود الوجهين وتصديقه في كتاب الله { ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ } [ عبس : 22 ] ل قال محمد من قرأ { نُنْشِزُهَا } بالزاي فالمعنى نحرك بعضها إلى بعض ونزعجه ومنه يقال نشزت المرأة على زوجها . { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ } الآية قال يحيى بلغنا أن إبراهيم عليه السلام خرج يسير على حمار له فإذا هو بجيفة دابة يقع عليها طير السماء فيأخذ منها بضعة بضعة وتأتيها سباع البر فتأخذ منها عضوا عضوا ويقع من أفواه الطير اللحم فتأخذه الحيتان فقام إبراهيم عليه السلام متعجبا فقال يا رب { أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ } { قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ } يا رب قد آمنت ولكن لأعلم حتى يطمئن قلبي يعني يسكن كيف تجمع لحم هذه الدابة بعد ما أرم فقال له { فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ ٱلطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ } قال محمد يعني فضمهن إليك تقول صرت الشيء فانصار أي أملته فمال { ثُمَّ ٱجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا } قال محمد يعني فقطعهن ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا فاختصر فقطعهن { ثُمَّ ٱدْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ } قل تعالين بإذن الله يأتينك { سَعْياً } أي مشيا على أرجلهن . قال يحيى فأخذ أربعة أطيار مختلفة ألوانها وأسماؤها وريشها أخذ ديكا وطاوسا وحمامة وغرابا فقطع أعناقها ثم خلط ريش بعضها ببعض ودماء بعضها ببعض ثم فرق بينها على أربعة أجبل فنوديت من السماء بالوحي أيتها العظام المتفرقة وأيتها اللحوم المتمزقة وأيتها العروق المتقطعة اجتمعي يرجع الله فيك أرواحك فجعل يجري الدم إلى الدم وتطير الريشة إلى الريشة ويثب العظم إلى العظم فعلق عليها رءوسها وأدخل فيها أرواحها فقيل يا إبراهيم إن الله حين خلق الأرض وضع بيته في وسطها وجعل الأرض أربع زوايا والبيت أربعة أركان كل ركن في زاوية من زوايا الأرض فأرسل عليها من السماء أربعة أرياح الشمال والجنوب والدبور والصبا فإذا نفخ في الصور يوم القيامة اجتمعت أجساد القتلى والهلكى من أربعة أركان الأرض وأربع زواياها كما اجتمعت أربعة أطيار من أربعة أجبل .