Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 1-12)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ٱلْحَاقَّةُ * مَا ٱلْحَآقَّةُ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ } أي أنك لم تك تدري ما الحاقة حتى أعلمتكها . والحاقة اسم من أسماء القيامة أحقت لأقوام الجنة وأحقت لأقوام النار . يحيى وبلغني أن كل شيء في القرآن وما أدراك فقد أدراه إياه وكل شيء وما يدريك فهو ما لم يعلمه إياه بعد . قال محمد قوله { ٱلْحَاقَّةُ * مَا ٱلْحَآقَّةُ } اللفظ لفظ الاستفهام والمعنى تفخيم شأنها كما تقول فلان ما فلان . { كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِٱلْقَارِعَةِ } تفسير الكلبي القارعة اسم من أسماء القيامة { فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ } قال الكلبي الطاغية الصاعقة التي أهلكوا بها . { وَأَمَا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ } باردة شديدة البرد { عَاتِيَةٍ } عتت على خزانها بأمر ربها كانت تخرج بقدر فعتت يومئذ على خزانها وهي ريح الدبور { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً } أي تباعا ليس فيها تفتير وكان ذلك من يوم الأربعاء إلى الأربعاء الآخر والليالي سبع من ليلة الخميس إلى ليلة الأربعاء . قال محمد قوله { حُسُوماً } يقال هو من حسم الداء لأنه يكون مرة بعد مرة يتابع عليه بالكي وقيل المعنى تحسمهم حسوما أي تذهبهم وتفنيهم فالله أعلم . { فَتَرَى ٱلْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ } أخبر عنهم { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ } شبههم بالنخل التي قد انقعرت فوقعت وقوله { خَاوِيَةٍ } يعني بالية أخذت أبدانهم من أرواحهم كالنخل الخاوية وقوله { فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ } يعني من ل بقية أي قد أهلكوا فلا ترى منهم أحدا { وَجَآءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَٱلْمُؤْتَفِكَاتُ } وهي قريات قوم لوط { بِالْخَاطِئَةِ } يعني الشرك { فَعَصَوْاْ رَسُولَ رَبِّهِمْ } عصى كل قوم رسول ربهم الذي أرسل إليهم { فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً } شديدة في تفسير مجاهد . قال محمد رابية المعنى تزيد على الأخذات وهو معنى قول مجاهد . { إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلْمَآءُ } على خزانه بأمر ربه كان يخرج بقدر فطغى يوم غرق الله قوم نوح { حَمَلْنَاكُمْ } يعني نوحا ومن معه الذين من ذريتهم { فِي ٱلْجَارِيَةِ } يعني السفينة { لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً } فيذكرون أن جميع من في الأرض غرق غير أهل السفينة { وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } حافظة وهي أذن المؤمن سمع التذكرة فوعاها بقلبه قال محمد وعيت العلم و ووعيت ما قلت أي حفظته وكذلك كل شيء حفظته في نفسك ويقال لكل شيء حفظته في غير نفسك أوعيته ومنه أوعيت المتاع في الوعاء .