Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 14-16)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ثُمَّ جَعَلْنَـٰكُمْ خَلَـٰئِفَ } يعني جعلناكم يا أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - { خَلَـٰئِفَ فِى ٱلأرْضِ مِن بَعْدِهِم } يعني من بعد هلاكهم { لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } وهذا على معنى التهديد . يعني إنْ كانت معاملتكم مثل معاملتهم في تكذيب الرسل أهلكتكم كما أهلكت تلك القرون . قوله تعالى : { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتُنَا بَيّنَاتٍ } يعني القرآن { قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا } يعني كفار قريش لما سمعوا القرآن ، قالوا { ٱئْتِ بِقُرْءانٍ غَيْرِ هَـٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ } يعني امحه وانسخه فإِنا نجد فيه تحريم عبادة الأوثان وما نحن عليه ، وهذا قول الضحاك . وقال الكلبي { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } يعني المستهزئين وكانوا خمسة رهط { قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا } يعني لا يخافون البعث بعد الموت { ٱئْتِ بِقُرْءانٍ غَيْرِ هَـٰذَا أَوْ بَدّلْهُ } ائت يا محمد ، أو اجعل مكان آية الرحمة آية العذاب ومكان آية العذاب آية الرحمة . وقال الزجاج : معناه بقرآن ليس فيه ذكر البعث والنشور وليس فيه عيب آلهتنا ، أو بدل منه ذكر البعث والنشور . { قُلْ مَا يَكُونُ لِى } يعني قل : ما يجوز لي { أَنْ أُبَدّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِى } يقول : من قبل نفسي { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَىَّ } يعني : لا أعمل إلا ما أومر به وأنزل عليَّ من القرآن { إِنّى أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبّى } يعني أعلم أني لو فعلت ما لم أؤمر به أصابني { عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } يعني يوم القيامة . قال مقاتل والكلبي : نسختها { لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } [ الفتح : 2 ] يعني : ما قرأته ولا عرضته عليكم . { وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ } أي : ولا أعلمكم به ، ومعناه أن الله تعالى لو لم يجعلني رسولا ( إليكم ) ما تلوته عليكم كما لم أتل عليكم قبل الوحي . ويقال معناه لو رضي الله لكم ما أنتم عليه من الكفر والجهل ما بعثني إليكم رسولا . قرأ أبو عمرو وحمزة ونافع في رواية ورش والكسائي ولا أَدْرِيكُمْ بكسر الراء . وقرأ الباقون بالنصب وهما لغتان ، ومعناهما واحد . وعن الحسن أنه قرأ ولا أدرأتكم بالتاء قال أبو عبيدة ما أرى ذلك إلا غلطاً منه في الرواية لأنه لا مخرج لها في العربية ثم قال { فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مّن قَبْلِهِ } يعني إلى أربعين سنة من قبل هذا القرن . فهل سمعتموني أقرأ شيئاً من هذا عليكم { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أَنِّي لم أتقوله من تلقاء نفسي . ولكنه وحي الله من عنده لأنه لو كان من تلقاء نفسي لسمعتم مني قبل هذا شيئاً منه .