Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 108, Ayat: 1-3)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } يعني الخير الكثير لفضيلة القرآن ، ويقال العلم ، وقال القتبي أحسبه " فَوْعَلَ " من الكثرة والخير الكثير ، وقال مقاتل ( إنا أعطيناك الكوثر ) أراد به نهراً في الجنة طينه مسك أزفد ورضراضه اللؤلؤ أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل ، وروى عطاء بن السائب عن محمد بن زياد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الكوثر نهر في الجنة حافتاه الذهب ومجراه على الدر والياقوت ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل ، تربته أطيب من المسك وروي عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال " بينما أنا أسير في الجنة فإذا بنهر حافتاه من اللؤلؤ المجوف يعني الخيام قلت ما هذا يا جبريل قَال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك " ثم قال عز وجل { فَصَلّ لِرَبّكَ } يعني صلّ لله الصلوات الخمس { وَٱنْحَرْ } قال بعضهم : انحر نفسك يعني اجتهد في الطاعة ، وقال بعضهم انحر يعني استقبل بنحرك القبلة وقال بعضهم وانحر يعني البدنة يعني اعرف هذه الكرامة من الله تعالى وأطعم ، وقال بعضهم صل صلاة العيد يوم العيد وانحر البدنة ثم قال عز وجل { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَرُ } يعني مبغضك وهو " العاص بن وائل السهمي " هو الأبتر يعني الأبتر من الخير وذلك أن العاص بن وائل السهمي كان يقول لأصحابه هذا الأبتر الذي لا عقب له . وبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاغتم لذلك فنزل إن شانئك هو الأبتر وأنت يا محمد - صلى الله عليه وسلم - ستذكر معي إذا ذكرت فرفع الله ذكره في كل مواطن ويقال ( فصل لربك وانحر ) بأن يستوي بين السجدتين حتى يبدي نحره فخاطب بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد به جميع الأمة كما قال ( يا أيها الرسل ) وأراد به هو وأصحابه ، وروي عن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه في قوله ( فصل لربك وانحر ) قال يعني ضع اليمين على الشمال في الصلاة ( إن شانئك هو الأبتر ) في ماله وولده وأهله والبتر : في اللغة الاستئصال والقطع وقال قتادة الأبتر الحقير الرقيق الذليل .