Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 1-3)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الۤر } قال ابن عباس رضي الله عنهما يعني أنا الله أرى . ويقال الألف آلاؤه واللام لطفه والراء ربوبيته { كِتَابٌ } يعني : هذا الكتاب وهو القرآن . { أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ } من الباطل فلم يوجد فيه عوج ولا تناقض { ثُمَّ فُصِّلَتْ } يعني : بين أمره ونهيه . وقال الحسن أحكمت آياته بالأمر والنهي ، وفصلت بالوعد والوعيد والثواب والعقاب . وقال مجاهد : فصلت أي فسرت . وقال القتبي أحكمت فلم تنسخ . ثم فصلت بالحلال والحرام . ويقال فصلت أي أنزلت شيئاً بعد شيء فلم تنزل جملة واحدة { مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } يعني أنزل جبريل على محمد - صلى الله عليه وسلم - من عند الله تعالى . حكيم في أمره خبير بالعباد وبأعمالهم { أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ ٱللَّهَ } يعني : نزل جبريل بالقرآن . وقد بين فيه ألا توحدوا ولا تطيعوا غير الله { إِنَّنِى لَكُمْ مِّنْهُ } يعني : قل لهم يا محمد إنني لكم من الله تعالى { نَّذِيرٌ } يعني : مخوف من عذابه للكافرين { وَبَشِيرٌ } بالجنة للمؤمنين { وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } يعني وآمركم أن تستغفروا ربكم من الذنوب { ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ } يعني : وتوبوا إليه من الشرك والذنوب { يُمَتّعْكُمْ مَّتَاعًا حَسَنًا } يعني : يعيشكم في الدنيا عيشاً حسناً في خير وعافية { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } إلى منتهى آجالكم . وقال القتبي أصل الإمتاع الإطالة . يقال حبل ماتع وقد متع النهار إذا طال ، يمتعكم يعني يعمركم ويقال : يمتعكم متاعاً حسناً يعني : يجعلكم راضين بما يعطيكم ويقال ويجعل حياتكم ( في الطاعة ) ثم قال { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } يعني : ( يعطي في الآخرة كل ذي فضل في العمل في الدنيا فضله " في الآخرة " في الدرجات . وروى جويبر عن الضحاك قال يؤت كل ذي عمل ثواب عمله . وقال سعيد بن جبير في قوله : ويؤت كل ذي فضل فضله قال : ) من عمل حسنة كتبت عشر حسنات ومن عمل سيئة كتبت عليه سيئة واحدة ، فإن لم يعاقب بها في الدنيا أُخذ من العشرة واحدة وبقيت له تسع حسنات . ثم قال ابن مسعود رضي الله عنه هلك من غلب آحاده أعشاره { وَإِن تَوَلَّوْاْ } يعني : أعرضوا عن الإيمان { فَإِنّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ } يعني : قل لهم يا محمد إني أخاف عليكم { عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } يعني القحط . قال مقاتل : فحبس الله تعالى عنهم المطر سبع سنين حتى أكلوا الموتى . ويقال : ( عذاب يوم كبير ) يعني : عذاب النار يوم القيامة . ويقال إنّي أخاف . يعني أعلم فيوضع الخوف موضع العلم لأن فيه طرفاً من العلم .