Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 10-13)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قَالَ قَائِلٌ مّنْهُمْ } يعني من إخوة يوسف { لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ } فإن قتله عظيم . وقال الكلبي : كان صاحب هذا القول يهوذا ، لم يكن أكبرهم ولكن كان أعقلهم . وقال قتادة والضحاك : صاحب هذا القول روبيل وكان أكبر القوم سناً . { وَأَلْقُوهُ فِى غَيَابَةِ ٱلْجُبّ } يعني اطرحوه في أسفل الجب . وقال الزجاج : الغيابة كل ما غاب عنك ( أو غيب شيئاً عنك ) قرأ نافع غيابات بلفظ الجماعة وقرأ الباقون غَيَابَةِ لأن المعنى على موضع واحد . وروي عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ غَيْبَةِ الْجُبِّ . وقال الزجاج الجُبُّ البئر التي ليست بمطوية . سميت جُبًّا لأنها قطعت قطعاً ولم يحدث فيها غير القطع . ثم قال { يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ } يعني يأخذه بعض من يمر عليه من المسافرين { إِن كُنتُمْ فَـٰعِلِينَ } يعني إن كنتم لا بد فاعلين من الشر الذي تريدون . وروي عن الحسن ومجاهد أنهما قرآ " تلتقطه " بالتاء ومعناه تلتقطه السيارة وينصرف إلى المعنى . فلما قال لهم ذلك يهوذا أو روبيل أطاعوه بذلك وجاءوا إلى أبيهم و { قَالُواْ يأَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ } أن ترسله معنا { وَإِنَّا لَهُ لَنَـٰصِحُونَ } يعني لحافظون ويقال محبون مشفقون . قرأ أبو جعفر القاريء المدني " لاَ تَأْمَنَّا " بجزم النون . وقرأ الباقون بإشمام النون إلى الرفع لأن أصلها تأمَنْنَا فأدغمت إحداهما في الأُخرى وأقيم التشديد مقامه وبقي رفعه ثم قال : { أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً } يعني أخوة يوسف قالوا لأبيهم : أرسل يوسف معنا إلى الغنم { يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ } قال مجاهد : يحفظ بعضنا بعضاً ونتحارس وقال قتادة : نشط ونسعى ونلهو وقال القتبي من قرأ بتسكين العين أي نأكل . يقال رتعت الإبل إذا رعت . ومن قرأ بكسر العين أراد به نتحارس ويرعى بعضنا بعضاً أي يحفظ . قرأ إبن كثير نَرْتَعِ بالنون وكسر العين ونلعب بالنون . وقرأ نافع يَرْتَعِ بالياء وكسر العين . وقرأ حمزة والكسائي وعاصم يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ بالياء وجزم العين . وقرأ أبو عمرو وإبن عامر " نَرْتَعُ وَنَلْعَبْ " بالنون وجزم العين . واتفقوا في جزم الباء . قال أبو عبيدة قلت لأبي عمرو كيف يقولون نلعب وهم أنبياء ؟ قال لم يكونوا يومئذ أنبياء . قال أبو الليث رحمه الله : لم يريدوا به اللعب الذي هو منهى عنه وإنما أرادوا به المطايبة في خروجهم . وفيه دليل أن القوم إذا خرجوا من المصر فلا بأس بالمطايبة والمزاح في غير مأثم ويقال : يرتع ويلعب يعني : يجيء ويذهب حتى يتشجع ويترجل . ويقال : حتى نجمع النفع والسرور { وَإِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ } لا يصيبه أذىً ولا مكروه ، وإنا مشفقون عليه { قَالَ } لهم يعقوب : { إِنّى لَيَحْزُنُنِى أَن تَذْهَبُواْ بِهِ } يعني إن ذهابكم به ليحزنني قرأ نافع " ليُحْزِنُنِي " بضم الياء وكسر الزاي . وقرأ الباقون بنصب الياء وضم الزاي ومعناهما واحد . ثم قال { وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ ٱلذّئْبُ } يعني أخاف أن تضيعوه فيأكله الذئب { وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَـٰفِلُونَ } يعني مشغولين في أمركم . قرأ أبو عمرو والكسائي ونافع في رواية ورش الذِّيبُ ؟ بغير همز . وقرأ الباقون بالهمز . وهما لغتان . وروي عن بعض الصحابة أنه قال : لا ينبغي أن يلقن الخصم بحجةٍ . لأن إخوة يوسف كانوا لا يعلمون أن الذئب يأكل الناس إلى أن قال ذلك يعقوب . وإنما قال ذلك يعقوب لأنه رأى في المنام أن ذئباً كان يعدو على يوسف فأنجاه بنفسه .