Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 1-4)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { الۤر تِلْكَ } وذلك أن اليهود والنصارى قالوا لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلوا صاحبكم عن انتقال يعقوب وأولاده من كنعان إلى مصر ومبدأ أمرهم . فنزل { الۤر } يقول أنا الله أرى وأسمع سؤالهم إياك يا محمد عن هذه القصة ويقال معناه أنا الله أرى صنيع إخوة يوسف ومعاملتهم معه . ويقال أنا لله أرى ( ما يرى الخلق وما لا يرى ) { تِلْكَ ءايَـٰتُ ٱلْكِتَـٰبِ } يعني حججه وبراهينه . ويقال هذه الآيات التي وعدتكم في التوراة أن أنزلها على محمد - صلى الله عليه وسلم - . وعدهم بأن ينزل عليه كتاباً في كثير من أوائل سوره حروف الهجاء { ٱلْمُبِينِ } يعني مبين حلاله وحرامه . ويقال بين فيه خبر يوسف وإخوته . وروى معمر عن قتادة قال : بين الله رشده وهداه . قوله تعالى : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً } يقول إنا أنزلنا جبريل ليقرأ على محمد - صلى الله عليه وسلم - القرآن بلسان العرب { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } يعني لعلكم تفهمون ما فيه . ثم قال تعالى { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ } وذلك أن المسلمين قالوا لسلمان أخبرنا عن التوراة فإِن فيها العجائب . فأنزل الله تعالى { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِِ } في هذا القرآن . ويقال : لا يصح هذا لأن سلمان أسلم بالمدينة وهذه السورة مكية ولكن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - تمنوا نزول سورة لا يكون فيها أمر ونهي وأحكام فنزلت هذه السورة . ويقال كانت اليهود تفاخروا بأن لهم قصة يوسف مذكورة في التوراة . فنزلت هذه السورة أفصح من لغة اليهود لذهاب افتخارهم على المسلمين فقال { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ } سماه الله في ابتدائه أحسن القصص وفي آخره عبرة فقال { لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأوْلِى ٱلأَلْبَـٰبِ } [ يوسف : 111 ] . ويقال ينزل عليك جبريل بأحكم الخبر { بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } يقول بالذي أوحينا إليك . ويقال بوحينا إليك { هَـٰذَا ٱلْقُرْءانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ } يعني وقد كنت من قبل أن ينزل عليك القرآن { لَمِنَ ٱلْغَـٰفِلِينَ } عن خبر يوسف لم تعلمه قوله تعالى : { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأبِيهِ يٰأَبتِ } قرأ إبن عامر " يا ابتَ " بنصب التاء في جميع القرآن لأن أصله يا أبتاه . وقرأ الباقون بالكسر لأجل الإضافة { إِنّى رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَاجِدِينَ } يعني رأيت في المنام كأن أحد عشر كوكباً نزل من السماء ، والشمس والقمر ( نزلا من السماء ) ، يسجدون لي . وروي عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : الكواكب إخوته . والشمس والقمر أبواه . وقال معمر . قال بعض أهل العلم : أبوه وخالته وفي رواية الكلبي : رؤياه كانت ليلة القدر في ليلة الجمعة .