Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 85-89)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قَالُواْ تَٱللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ } يعني : لا تزال تذكر يوسف { حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضاً } أي دنفاً من الوجع . ويقال حتى تبلى وتهرم . وقال القتبي " لا " تحذف من الكلام ويراد إثباتها لقوله : تفتؤ أي : لا تزال كقوله تفتأُ وكقوله { أَن تَحْبَطَ أَعْمَـٰلُكُمْ } [ الحجرات : 2 ] أي أن لا تحبط . ( وقال الربيع بن أنس ) حتى تكون بالياً يابس الجلد . وقال محمد بن إسحاق حتى تكون حرضاً يعني لا عقل لك . { أَوْ تَكُونَ مِنَ ٱلْهَـٰلِكِينَ } يعني : من الميتين . وقال مجاهد الحرض ما دون الموت . والهالك الميت { قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثّى وَحُزْنِى } يعني همي وغمي { إِلَى ٱللَّهِ } لما رأى من فظاظتهم وسوء لفظهم ، ولا أشكو ذلك إليكم . وقال القتبي : البث أشد الحزن . إنما سمي الحزن البث لأن صاحبه لا يصبر عليه حتى يبثه . أي يفشوه ثم قال { وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } أن يوسف حي وليس بميت . وإنما كان يعلم ذلك من تحقيق رؤيا يوسف حين رأى في المنام أحد عشر كوكباً . أن ذلك سيكون . ويقال إن يعقوب رأى ملك الموت في المنام وسأله : هل قبضت روح قرة عيني يوسف ؟ قال لا ، ولكن هو في الدنيا حي فلذلك قال { وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } ثم قال تعالى { يٰبَنِيَّ ٱذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ } يعني : انطلقوا إلى مصر فاطلبوا خبر يوسف { وَأَخِيهِ } قالوا له أما بنيامين فلا نترك الجهد في أمره . وأما يوسف فإنه ميت وإنا لا نطلب الأموات . فقال لهم يعقوب { وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ } يعني لا تقنطوا من رحمة الله { إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَافِرُونَ } يعني الجاحدون للنعمة . قوله تعالى : { فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ } يعني : رجعوا إلى يوسف ودخلوا عليه { قَالُواْ يٰأَيُّهَا ٱلْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا ٱلضُّرُّ } يعني : أصابنا وأهلنا الجوع { وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ } قال الحسن : يعني قليلة . ويقال نفاية . وكان لا يؤخذ في الطعام . ويؤخذ في غيره . لأن الطعام كان عزيزاً فلا يؤخذ فيه إلا الجيد . وعن عبد الله بن الحارث في قوله وجئنا ببضاعة مزجاة قال : متاع الأعراب الصوف والسمن ونحو ذلك . وعن ابن عباس قال : يعني : جئنا بدراهم رديئة وقال سعيد بن جبير : بدراهم زيوف { فَأَوْفِ لَنَا ٱلْكَيْلَ } يعني : أتمم لنا الكيل { وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا } ( يعني : تفضل علينا باستيفائه منا مكان الجيد وتصدق علينا ) ما بين الثمنين يعني : ما بين الجيد والرديء { إِنَّ ٱللَّهَ يَجْزِى ٱلْمُتَصَدّقِينَ } يعني : يثيبهم في الآخرة بما صنعوا . وقال ابن عباس : لو علموا أنه مسلم لقالوا إن الله يجزيك بالصدقة . يعني : إِنه كان يلبس عليهم فلا يعرفون حاله ومذهبه . فأخرج يوسف الكتاب الذي كان كتبه يهوذا حين باعوا يوسف ودفعه إليهم فعرف يهوذا خطه . وقالوا : نحن بعنا هذا الغلام إذا كنا نرعى الغنم . فقال لهم ظلمتم وبعتم الحر . فدعا يوسف السيافين وأمر بإخوته بأن يقتلوا جميعاً فاستغاثوا كلهم وصرخوا وقالوا إن لم ترحمنا فارحم الشيخ الضعيف فإنه قد جزع على ولد واحد فكيف وقد أهلكت أولاده كلهم . { قَالَ } لهم يوسف { هَلْ عَلِمْتُمْ مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَـٰهِلُونَ } يعني : شابون مذنبون ووصف لهم ما فعلوا به .