Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 1-2)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { الۤمۤر } قال ابن عباس أنا الله أعلم وأرى . ويقال معناه أنا الله أرى ما تحت العرش إلى الثرى وما بينهما . ويقال أنا الله أعلم وأرى مالا يعلم الخلق وما لا يرى ويقال : أنا الله أعلم وأرى ما يعملون ويقولون . ويقال هذا قسم أقسم الله به { تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ } قال قتادة : يعني التي قبل القرآن . يعني التوراة والإنجيل { وَالَّذِي } يعني : القرآن { أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَّبِّكَ الْحَقُّ } يعني : الكتب التي قبل القرآن ، والقرآن الذي أُنزل إليك كله من الله تعالى وهو الحق والإيمان به واجب . وقال ابن عباس تلك آيات الكتاب يعني تلك آيات القرآن . ومعناه هذه آيات الكتاب والذي أُنزل من ربك هو الحق يعني : القرآن ويقال { تلك آيات الكتاب } يعني : الأحكام والحجج والدلائل { والذي أنزل إليك } يعني جبريل ليقرأ عليك ( من ربك ) الحق . يعني اتبعوه واعملوا به { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ } يعني : أهل مكة { لاَ يُؤْمِنُونَ } يعني : لا يصدقون أنه من الله تعالى . فلما ذكر أنهم لا يؤمنون بين الدلائل التي توجب التصديق بالخالق ثم قال تعالى { الله الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها } يعني : ليس لها عمد ترونها . وهذا قول الحسن . وقتادة : ( رفعها الله تعالى بغير عمد ) . وقال ابن عباس وسعيد بن جبير معناه لها عمد ولكن لا ترونها . يعني أنتم ترونها بغير عمد في المشاهدة ولكن لها عمد . وكلا التفسيرين معناهما واحد . لأن من قال إن لها عمداً ولكن لا ترونها يقول العمد هو قدرة الله تعالى التي تمسك السموات والأرض . { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } قال ابن عباس : كان فوق العرش حين خلق السموات والأرض . وقد ذكرناه من قبل { وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ } يعني ضوء الشمس بالنهار وضوء القمر بالليل ذلك لبني آدم { كُلٌّ يَجْرِي لأَِجَلٍ مُّسَمًّى } يقول : يسير إلى وقت معلوم لا يجاوزه ، وللشمس والقمر منازل كل واحد منهما يغرب في كل ليلة في منزل ويطلع في منزل حتى ينتهي إلى أقصى منازله . { يُدَبِّرُ الأمْرَ } يعني : يقضي القضاء ويبعث الملائكة بالوحي والتنزيل { يُفَصِّلُ الآيَاتِ } يقول : يبين العلامات في القرآن { لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ } يعني تصدقون بالبعث