Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 5-8)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ } قال الكلبي : يعني إن تعجب من تكذيب أهل مكة لك وكفرهم بالله فعجب قولهم . يقول : أعجب من ذلك قولهم { أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً } . وقال مقاتل : وإن تعجب مما أوحينا إليك من القرآن تعجب قولهم أئذا كنا تراباً { أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } إكذاباً منهم بالبعث قرأ الكسائي " أَإذَا " بهمزتين ( على وجه الاستفهام " إنَّا لَفِى خَلْقٍ " بهمزة واحدة . وقرأ عاصم وحمزة كليهما بهمزتين ) . وقرأ أبو عمرو " آيِذَا " بهمزة واحدة مع المد وكذلك في قوله " آيِنَّا " بالمد . وقرأ ابن كثير " أَيِذَا " بالياء ، وكذلك " أَيِنَّا " وقرأ ابن عامر " إِيِذا كُنَّا " بهمزة واحدة بغير استفهام " آيِنَّا " بالهمزة والمد . قال لأنهم لم يشكوا في الموت وإنما شكوا في البعث فينبغي أن يكون الاستفهام في الثاني دون الأول . ثم قال تعالى { أُوْلَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبّهِمْ } يعني جحدوا بوحدانية الله تعالى { وَأُوْلَئِكَ ٱلأَغْلاَلُ فِى أَعْنَـٰقِهِمْ } يعني تغل أيمانهم على أعناقهم بالحديد في النار { وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } أي دائمون فيها ولا يخرجون منها . قوله تعالى : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } قال ابن عباس : سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأتيهم العذاب استهزاء منهم بذلك فنزل { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } يعني : بالعذاب قبل العافية { وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلَـٰتُ } يعني : العقوبات والنقمات قبل قريش فيمن هلك . وأصل المثلة الشبه وما يعتبر به وجمعه المثلات { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ } يقول : تجاوز { لّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ } يعني : على شركهم إن تابوا . ويقال : بتأخير العذاب عنهم { وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } لمن مات منهم على شركه . قوله تعالى : { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مّن رَّبِّهِ } يعني هلا أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - علامة من ربه لنبوته . قال الله تعالى { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ } يعني : مخوف ومبلغ لهذه الأمة الرسالة { وَلِكُلّ قَوْمٍ هَادٍ } قال الكلبي : داع يدعوهم إلى الضلالة أو إلى الحق . وقال الضحاك يعني : إنما أنت منذر وأنا الهادي . وقال سعيد بن جبير : الهادي هو الله . وقال عكرمة : محمد - صلى الله عليه وسلم - هو نذير وهو الهادي يعني يدعوهم إلى الهدى ولكل قوم هاد . وقال مجاهد يعني : لكل قوم نبي . قرأ ابن كثير " هَادِي " بالياء عند الوقف وكذلك قوله { مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِىٍّ وَلاَ وَاقٍ } [ الرعد : 37 ] . وقرأ الباقون بغير ياء . قوله تعالى : { ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ } ذكراً أو أُنثى ويعلم ما في الأرحام سوياً أو غير سوي ثم قال { وَمَا تَغِيضُ ٱلأرْحَامُ } ( يعني ما تنقص ) الأرحام من تسعة أشهر في الحمل { وَمَا تَزْدَادُ } يعني : على التسعة أشهر في ذلك الحمل { وَكُلُّ شَىْء عِندَهُ بِمِقْدَارٍ } قال قتادة : رزقهم وأجلهم . وقال ابن عباس من الزيادة والنقصان والمكث في البطن والخروج . كل ذلك بمقدار قدره الله تعالى فلا يزيد على ذلك . وقال سعيد بن جبير في قوله تعالى : { وَمَا تَغِيضُ ٱلأرْحَامُ } . يعني الحامل . إن ترى الدم نقص من الولد وإن لم تر الدم يزيد في الولد . وروى أسباط عن السدي قال : إن المرأة إذا حملت واحتبس حيضها كان ذلك الدم رزقاً للولد ، فإذا حاضت على ولدها خرج وهو أصغر من الذي لم تحض عليه . { وَمَا تَغِيضُ ٱلاْرْحَامُ } وهي الحيضة التي على الولد وما تزداد فحين يستمسك الدم فلا تحيض وهي حبلى . قال الفقيه : هذا الذي قال السدي إن الحامل تحيض إنما هو على سبيل المجاز . لأن دم الحامل لا يكون حيضاً ولكن معناه إذا سال منها الدم فيكون ذلك استحاضة . قال حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا ابن خزيمة قال حدثنا عليّ قال حدثنا إسماعيل عن عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر رضي الله عنه يقول : قال رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه - : " مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله . لا يعلم ما تغيض الأرحام أحد إلا الله . ولا يعلم ما في غد أحد إلا الله . ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله . ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله . ولا يعلم أحد متى تقوم الساعة إلا الله " .