Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 24-25)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } يعني : الخراصين من أهل مكة . وروى أسباط عن السعدي قال : اجتمعت قريش فقالوا : إن محمداً رجل حلو اللسان إذا كلمه رجل ذهب بعقله ، وفي رواية أخرى بقلبه فانظروا أناساً من أشرافكم فابعثوهم في كل طريق من طرق مكة على رأس ليلة أو ليلتين فمن جاء يريده ردوه عنه . فخرج ناس منهم في كل طريق فكان إذا جاء الرجل من وفد القوم ينظر ما يقول محمد - صلى الله عليه وسلم - فنزل بهم فقالوا له : أنا فلان بن فلان . فيعرفه بنسبه ثم قال أنا أخبرك عن محمد . فلا تنفر إليه هو رجل كذاب لم يتبعه إلا السفهاء والعبيد ومن لا خير فيه . أما أشياخ قومه وأخيارهم فهم مفارقوه فيرجعون أي : الوافدون وإذا كان الوافد ممن عزم الله له على الرشد يقول : بئس الوافد أنا لقومي إن كنت جئت حتى إذا بلغت مسيرة يوم رجعت قبل أن ألقى هذا الرجل وأنظر ماذا يقول ، فيدخل مكة فيلقى المؤمنين فيسألهم ما يقول محمد - صلى الله عليه وسلم - فيقولون : { خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِى هٰذِهِ ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةٌ } [ النحل : 30 ] فذلك قوله : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } للمقتسمين من أهل مكة { مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ } يعني : ما الذي أنزل ربكم على محمد - صلى الله عليه وسلم - { قَالُواْ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } يعني : الذين يذكرون أنه منزل هو كذب الأولين وأحاديثهم قال الله تعالى { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ } أي : آثامهم { كَامِلَةٌ } أي وافرة { يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ } أي : لا يغفر لهم شيء ، وذنوب المؤمنين تكفر عنهم من الصلاة إلى الصلاة ومن رمضان إلى رمضان ومن الحج إلى الحج وتكفر بالشدائد والمصائب وذنوب الكفار لا تغفر لهم ويحملونها كاملة يوم القيامة أي : يحملون وبال الذنوب التي عملوا بأنفسهم { وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ } أي : يصدونهم عن الإيمان { بِغَيْرِ عِلْمٍ } أي : بغير عذر وحجة وبرهان ويقال من أوزار الذين يضلونهم أي : أوزار إضلالهم وهذا كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة . ثم قال : { أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ } أي : بئس ما يحملون من الذنوب ، ويقال : بئس الزاد زادهم الذنوب .