Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 75-76)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال تعالى : { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً } أي : وصف الله شبهاً { عَبْدًا مَّمْلُوكًا } وهو الكافر { لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَىْءٍ } يقول : لا يقدر على مال ينفقه في طاعة الله { وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا } أي مالاً حلالاً { فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ } أي : يتصدق منه { سِرّاً وَجَهْرًا } يقول : يتصدق خفية وعلانية وهو المؤمن { هَلْ يَسْتَوُونَ } في الطاعة مثلاً { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ضرب المثل . وروي عن ابن عباس أنه قال : نزلت هذه الآية في عثمان بن عفان والآخر أبو الفيض بن أمية وهو كافر لا يقدر أن ينفق خيراً لمعاده وعثمان أنفق لآخرته . فهل يستويان ؟ أي : هل يستوي الكافر والمؤمن . ويقال : ضرب المثل للآلهة ومعناه : أن الاثنين المتساويين في الخلق إذا كان أحدهما قادراً على الإنفاق والآخر عاجزاً لا يستويان فكيف يسوون بين الحجارة التي لا تتحرك ولا تعقل وبين الذي هو على كل شيء قدير . فبين الله تعالى علامة ضلالتهم ثم حمد نفسه ودل خلقه على حمده فقال { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ثم زاد في البيان وضرب مثلاً آخر فقال : { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ } يعني : أخرس وهو الصنم { لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَىْء } من مال ولا منفعة { وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلاهُ } يعني : ثقل على وليه وقرابته ، يعني : الصنم عيال ووبال على عابده { أَيْنَمَا يُوَجّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ } يعني : حيث يبعثه لا يجيء بخير { هَلْ يَسْتَوِى هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ } يعني : بالتوحيد { وَهُوَ عَلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } يدل الخلق على التوحيد . ويقال : هذا المثل للكافر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - . يعني الكافر الذي لا يتكلم بالخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل أي التوحيد ويدعو الناس إليه وهو على صراط مستقيم يدعو الناس إليه وهو دين الإسلام . وقال السدي : المثلين ضربهما الله لنفسه وللآلهة .