Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 1-1)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال ابن عباس في قوله تعالى : { سُبْحَانَ } يقول : عجبٌ من أمر الله الذي أسرى . ويقال : تنزيه لله تعالى . وروى موسى بن طلحة قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سبحان فقال : نزه الله نفسه عن السوء . وروي عن عليّ بن أبي طالب أن ابن أبي الْكَوَّاءَ سأله عن سبحان فقال عليّ كلمة الله لنفسه . ويقال معناه : سبحوا الله ، { سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ } أي : أدلج برسوله - صلى الله عليه وسلم - { لَيْلاً } أي : في ليلة ، ويقال أسرى يعني : سار بعبده ليلاً { مّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } أي : مكة . وقال ابن عباس : من بيت أم هانيء { إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَى } يعني : إلى بيت المقدس . قال الفقيه : أخبرني الثقة بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : حدثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الليلة التي أسرى به فيها فقال : " أوتيت بدابة هي أشبه الدواب بالبغل وهو البُرَاقُ وهو الذي كان يركبه الأنبياء » قال : « فانطلق بي يضع يده عند منتهى بصره . فسمعت نداء عن يميني يا محمد على رِسْلِكَ فمضيت ولما أعرج عليه ، ثم سمعت نداء عن شمالي فمضيت ثم استقبلتني امرأة عليها من كل زينة . فمدت يدها وقالت على رِسْلِكَ فمضيت ولم ألتفت إليها . ثم أتيت البيت المقدس . أو قال المسجد فنزلت وأوثقته بالحلقة التي كانت الأنبياء يوثقون بها . ثم دخلت المسجد فصليت . فقلت يا جبريل : سمعت نداء عن يميني فقال : ذاك داعي اليهودية ، أَما إنك لو وقفت عليه لتهودت أمتك ، فقلت سمعت نداء عن شمالي . قال كان ذلك داعي النصارى . أما إنك لو وقفت عليه لتنصرت أمتك ، وأما المرأة ، كانت الدنيا تزينت لك ، أما إنك لو وقفت عليها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة قال : ثم أوتيت بإنائين أحدهما فيه لبن والآخر فيه خمر فقال : اشرب أيهما شئت . فأخذت اللبن وشربت . فقال : أصبت الفطرة أي أعطيت أمتك الإسلام . أما إنك لو أخذت الخمرة لغوت أمتك ثم جيء بالمعراج الذي تعرج فيه أرواح بني آدم . فإِذا هو أحسن ما رأيت . فعرج بنا فيه " وذكر قصة طويلة فنزل { سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ } يعني : محمداً - صلى الله عليه وسلم - من أول الليل ، من المسجد الحرام . يقول من الحرم من بيت أم هانيء بنت أَبي طالب { إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَى } أي : الأبعد يعني : إلى مسجد إيلياء وهو بيت المقدس { ٱلَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ } بالماء والأشجار ، وهو المدائن التي حوله ، مثل دمشق والأردن وفلسطين { لِنُرِيَهُ مِنْ ءايَـٰتِنَا } أي : لكي نريه من آياتنا ، أراه الله تعالى في تلك الليلة من عجائب السموات والأرض { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لمقالة أهل مكة وإنكارهم { ٱلبَصِيرُ } أي : العليم بهم . وذلك أنه لما أخبرهم عن قصة تلك الليلة أنكروا ، وروى الزهري عن عروة قال : إنه لما أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد الأقصى أصبح فأخبر الناس بذلك فارتد ناس كثير ممن كان صدقه وفتنوا بذلك وكذبوا به وسعى رجال من المشركين إلى أبي بكر فقالوا له : هذا صاحبك يزعم أنه قد أُسري به الليلة إلى بيت المقدس ثم رجع من ليلته . فقال أبو بكر : أو قال ذلك ؟ قالوا : نعم . قال : فإني أشهد إن كان قال ذلك أنه قد صدق . فقالوا : أتصدقه بأنه جاء إلى الشام في ليلة واحدة ورجع قبل أن يصبح ؟ فقال أبو بكر : نعم إني أصدقه في أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء غدوة وعشية . فلذلك سمي أبا بكر " الصديق " … قال الزهري : أخبرني أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فرضت عليه الصلاة ليلة أسري به خمسين . ثم نقصت إلى خمس . ثم نودي يا محمد ما يبدل القول لدي . وإن لك بالخمس خمسين .