Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 89-93)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ } يعني : بينا للناس { فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } أي : من كل لون ومن من الحلال والحرام والأحكام والحدود والوعد والوعيد { فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا } أي : ثباتاً على الكفر . ويقال : أبوا عن الشكر إلاّ كفوراً . أي كفراناً مكانه ويقال : لم يقبلوه قوله : { وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ } أي : لن نقربك ولن نصدقك ، وهو عبد الله بن أبي أمية المخزومي وأصحابه قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - { لَن نُّؤْمِنَ لَكَ } { حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا } يعني : تشقق الماء { مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعًا } أي : عيوناً . قرأ أهل الكوفة عاصم وحمزة والكسائي " تَفْجُرَ " بنصب التاء وجزم الفاء وضم الجيم مع التخفيف وقرأ الباقون " تُفَجِّرَ " بضم التاء ونصب الفاء مع التشديد . وقال أبو عبيدة هذا أحب إليّ لأنهم اتفقوا في الذي بعده ولا فرق بينهما في اللغة ، فمن قرأ بالتشديد فللتكثير والمبالغة كما يقال : قَبّل تَقْبيلاً للمبالغة ثم قال : { أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ } أي : بستاناً { مّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ } أي : الكروم { فَتُفَجّرَ ٱلأَنْهَـٰرَ } أي : تشقق الأنهار { خِلاَلَهَا } يعني : وسطها { تَفْجِيرًا } أي : تشقيقاً { أَوْ تُسْقِطَ ٱلسَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا } أي : قطعاً . قرأ ابن عامر وعاصم ونافع " كِسَفًا " بنصب السين . وقرأ الباقون بالجزم ومعناهما واحد أي تسقط علينا طبقاً ، واشتقاقه من كسفت الشيء إذا غطيته . ومن قرأ بالنصب جعلها جمع كسفة وهي القطعة { أَوْ تَأْتِىَ بِٱللَّهِ وَٱلْمَلَـئِكَةِ قَبِيلاً } أي : ضميناً كفيلاً ، والقبيل الكفيل . ويقال : من المقابلة أي : معاينة ، شهيداً يشهدون لك بأنك نبي الله تعالى { أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مّن زُخْرُفٍ } أي : من ذهب { أَوْ تَرْقَىٰ فِى ٱلسَّمَاءِ } أي : تصعد إلى السماء { وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيّكَ } أي : لصعودك { حَتَّى تُنَزّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَءهُ } روى أسباط عن السدي أنه قال : " لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة جاءه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أمية المخزومي أخو أم سلمة فأبى أن يبايعهما فقالت أم سلمة ما بال أخي ؟ يكون أشقى الناس بك رسول الله وابن عمك . فقال : « أمَّا ابن عمي فإِنه كان يهجونا . وأمَّا أخوك فإِنه زعم أنه لا يؤمن بي حتى أرقى في السماء ولو رقيت إلى السماء لن يؤمن حتى آتيه بكتاب يقرؤه " ثم دعاهما فقبل منهما وبايعهما . قال الله تعالى : { قُلْ سُبْحَـٰنَ رَبّى هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً } فإني لا أقدر على ما تسألوني . قرأ ابن كثير وابن عامر " قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي " بالألف على وجه الحكاية . وقرأ الباقون " قُلْ سُبْحَانَ " بغير ألف على وجه الأمر .