Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 1-6)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ٱلْحَمْدُ للَّهِ } يقول الشكر لله والألوهية لله { ٱلَّذِى أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَـٰبَ } أي أنزل على عبده محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - القرآن { وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَاً } أي : لم ينزله متناقضاً { قَيِّماً } بل أنزله مستقيماً ويقال : في الآية تقديم ومعناه الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيماً أي مستقيماً ولم يجعل له عوجاً أي لم ينزله مخالفاً للتوراة والإنجيل قال أهل اللغة : " عوجاً بكسر العين في الأقوال وبنصب العين في الأشخاص " ويقال : في كلامه عوج وفي هذه الخشبة عوج { لِّيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا } أي : لينذركم ببأس شديد كما قال { يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ } [ آل عمران : 175 ] أي : بأوليائه وهذا قول القتبي وقال الزجاج : أي : لينذرهم بالعذاب البئيس { مِن لَّدُنْهُ } أي : من قبله ويقال : لينذر بأساً شديداً أي : يخوفهم بالعذاب الشديد بما في القرآن مِنْ لَدُنْه أي : من عنده قرأ عاصم في رواية أبي بكر : " من لدْنه " بجزم الدال وقرأ الباقون بالضم ومعناهما واحد . { وَيُبَشّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } بالجنة ثم وصف المؤمنين فقال : { ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَاتِ } فيما بينهم وبين ربهم ثم بين الذي يبشرهم به فقال : { أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا } في الْجَنَّةِ { مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا } أي : مقيمين في الثواب والنعيم خالداً مخلداً و " مَّاكِثِينَ " منصوب على الحال في معنى خالدين { وَيُنْذِرَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ } أي : يخوف بالقرآن الذين قالوا { ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدًا } وهم المشركون والنصارى { مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ } أي : ليس لهم بذلك القول بيان ولا حجة { وَلاَ لآئَبَائِهِمْ } أي : ولا حجة لآبائهم الذين مضوا فأخبر أنهم أخذوا دينهم من آبائهم بالتقليد لا بالحجة والبيان لأنهم قالوا كان آباؤُنا على هذا { كَبُرَتْ كَلِمَةً } أي : عظمت الكلمة قرأ الحسن بالضم ومعناه عظمت كلمة وهي قولهم : { ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدًا } [ البقرة : 116 ] { تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } فصارت نصباً بالتفسير { إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا } أي : ما يقولون إلا كذباً { فَلَعَلَّكَ بَـٰخِعٌ نَّفْسَكَ } أي : قاتل نفسك أسفاً وحزناً { عَلَىٰ ءاثَـٰرِهِمْ } أي : على أعمالهم { إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً } أي : بهذا القرآن أسفاً والأسف المبالغة في الحزن والغضب وهو منصوب لأنه مصدر في موضع الحال .