Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 119-120)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { إِنَّا أَرْسَلْنَـٰكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا } أي بالقرآن ويقال بالحق يعني بالدعوة إلى الحق ويقال : بالحق أي لأجل الحق . ويقال : أي بالدعوة إلى الحق . ويقال : ببيان الحق { بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْـئَلُ عَنْ أَصْحَـٰبِ ٱلْجَحِيمِ } قرأ نافع ( ولا تسأل ) بنصب التاء وجزم اللام ، والباقون بضم التاء واللام . فمن قرأ بالرفع فمعناه أنك إذا بلغت الرسالة فإنك قد فعلت ما عليك ولا تسأل عن أصحاب الجحيم فيما فعلوا وهذا كما قال في آية أخرى : { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَـٰغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } [ الرعد : 4 ] وأما ومن قرأ بالنصب فهو على معنى النهي أي لا تسأل عن أصحاب الجحيم أي عما فعلوا . قال القاضي الخليل بن أحمد : أخبرنا الديلمي قال أخبرنا أبو عبيد الله قال : حدثنا سفيان عن موسى بن عبيدة الربذي عن محمد بن كعب القرظي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ليت شعري ما فعل بأبوي " فنزلت هذه الآية { إِنَّا أَرْسَلْنَـٰكَ بِٱلْحَقّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْـئَلُ عَنْ أَصْحَـٰبِ ٱلْجَحِيمِ } الآية . قوله تعالى { وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَـٰرَىٰ } يعني أهل المدينة ونصارى أهل نجران { حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } أي تصلي إلى قبلتهم { قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ } يعني إن قبلة الله هي الكعبة { وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم } أي صليت إلى قبلتهم { بَعْدَ ٱلَّذِي جَاءكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ } [ أي من بعد ما ظهر لك : أن القبلة هي الكعبة ] { مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ } ينفعك { وَلاَ نَصِيرٍ } أي مانعاً يمنعك . ويقال : معناه { وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } . أي حتى تدخل في دينهم ، وذلك أن الكفار كانوا يطلبون الصلح ، [ وكان يرى ] أنهم يسلمون فأخبره الله تعالى . أنهم لا يسلمون ، ولن يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم ، فنهاه الله عن الركون إلى شيء مما يدعونه إليه . فقال تعالى { قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ } يعني دين الله هو دين الإسلام . { وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم } وهذا الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد منه أمته . أي لئن اتبعت دينهم بعد ما جاءك من العلم ، أي بعد ما ظهر أن دين الإسلام هو الحق { مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ } أي من عذاب الله { مِن وَلِيٍّ } ينفعك { وَلاَ نَصِيرٍ } أي مانع يمنعك منه .