Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 125-125)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً } يقول : وضعنا البيت ، يعني الكعبة معاداً لهم يعودون إليه مرة بعد مرة . وقال قتادة : مجمعاً للناس يثوبون إليه من كل جهة وفي كل سنة فلا يقضون منها وطراً . { وَأَمْناً } أي جعلناه أمناً لمن التجأ إليه . يعني من وجب عليه القصاص . ولهذا قالوا لو أن رجلاً وجب عليه القصاص فدخل الحرم لا يقتص منه في الحرم . وهكذا روي عن ابن عمر أنه قال : لو وجدت قاتل عمر في الحرم ، ما هيجته أي ما أزعجته ولكن يمنع منه المنافع حتى يضطر ويخرج فيقتص منه . ويقال : آمناً لغير الممتحنين ، وهي الصيود إذا دخلت الحرم أمنت . ويقال : آمناً من الجذام ، ثم قال تعالى { وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرٰهِيمَ مُصَلّىً } قرأ نافع وابن عامر { وَٱتَّخَذُواْ } بفتح الخاء على وجه الخبر معناه : جعلنا البيت مثابة للناس فاتخذوه مصلى . وقرأ الباقون بكسر الخاء على معنى الأمر قال : حدثنا الخليل بن أحمد قال : حدثنا الديلمي قال : حدثنا أبو عبيد الله قال : حدثنا سفيان عن زكريا بن أبي زائدة عمن حدثه عن عمر بن الخطاب قال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالبيت يوم الفتح ، فلما فرغ من طوافه أتى المقام فقال : هٰذَا مَقَامُ أَبِينَا إبْرَاهِيمَ ، فقال عمر : أفلا تتخذه مصلى يا رسول الله ، فأنزل الله تعالى { وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرٰهِيمَ مُصلى } " ويقال : المسجد الحرام كله مقام إبراهيم - عليه السلام - هكذا روي عن مجاهد وعطاء . وقوله تعالى { وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرٰهِيمَ وَإِسْمَـٰعِيلَ } أي أمرنا إبراهيم وإسماعيل { أَن طَهّرَا بَيْتِيَ } أي مسجدي من الأوثان ، ويقال : من جميع النجاسات ثم قال { لِلطَّائِفِينَ } أي طهرا المسجد من الأوثان والنجاسات لأجل الطائفين الذين يطوفون بالبيت وهم الغرباء { وَٱلْعَـٰكِفِينَ } وهم أهل الحرم المقيمون بمكة من أهله وغيرهم { وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ } أي أهل الصلاة من كل جهة من الآفاق . قرأ نافع وعاصم في رواية حفص ( طهرا بيتي ) بنصب الياء وقرأ الباقون بسكون الياء .