Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 136-137)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فعلمهم الله عز وجل بقوله : { قُولُواْ ءامَنَّا بِٱللَّهِ } أي صدقنا بأنه واحد لا شريك له { وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا } يقول : صدقنا بما أنزل إلينا ، أي بما أنزل على نبينا من القرآن { وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرٰهِيمَ } يقول صدقنا بما أنزل على إبراهيم من الصحف . { وَ } ما أنزل إلى { إِسْمَـٰعِيلَ وَإِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ } وهم أولاد يعقوب ، كان له إثنا عشر ابناً ، فصار أولاد كل واحد منهم سبطاً ، والسبط بلغتهم بمنزلة القبيلة للعرب ، وانما أنزل على أنبيائهم وكانوا يعملون به ، فأضاف إليهم ، كما أنه أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - فأضاف إلى أمته فقال { وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا } فكذلك الأسباط أنزل على أنبيائهم فأضاف اليهم لأنهم كانوا يعملون به . ثم قال تعالى { وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ } يعني التوراة والإنجيل { وَمَا أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبّهِمْ } يعني وما أنزل على الأنبياء من الله تعالى وقد آمنا بجميع الأنبياء وبجميع الكتب { لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } أي من رسله كما فرقت اليهود والنصارى { وَنَحْنُ لَهُ مُّسْلِمُونَ } أي مخلصون له بالتوحيد . ثم قال تعالى للمؤمنين { فَإِنْ ءامَنُواْ } يعني اليهود والنصارى { بِمِثْلِ مَا ءامَنتُمْ بِهِ } يعني به يا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - { فَقَدِ ٱهْتَدَواْ } من الضلالة { وَإِن تَوَلَّوْاْ } أي : أعرضوا عن الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وبجميع الأنبياء عليهم السلام { فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ } يقول إنهم في خلاف من الدين . ويقال : في ضلال . والشقاق في اللغة : له ثلاثة معان : أحدها : العداوة مثل قوله تعالى و { لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِىۤ } [ هود : 89 ] ، والثاني : الخلاف مثل قوله { وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا } [ النساء : 35 ] ، والثالث : الضلالة مثل قوله { وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } [ الحج : 53 ] ، { فَسَيَكْفِيكَهُمُ ٱللَّهُ } أي يدفع الله عنكم مؤنتهم . وقال الزجاج : هذا ضمان من الله تعالى : النصر لنبيه ، أنه سيكفيه إياهم بإظهاره على كل دين سواه ، كقوله تعالى : { كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِىۤ } [ المجادلة : 21 ] يعني أن عاقبة الأمر كانت لهم . قال مقاتل : يعني قتل بني قريظة وإجلاء بني النضير . { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } بقولهم للمؤمنين حيث قالوا : كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا ، العليم بعقوبتهم . ثم فضل دين محمد - صلى الله عليه وسلم - على كل دين .