Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 153-154)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال عز وجل : { يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني صدقوا بتوحيد الله تعالى وهذا نداء المدح وقد ذكرنا قبل هذا أن النداء على ست مراتب . وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : إذا سمعت الله يقول : { يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } فارع له بسمعك فإنه أمر تؤمر به أو نهي تنهى عنه { ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ } يقول استعينوا بالصبر على أداء الفرائض وبالصلاة خاصة . قال الزجاج : استعينوا بالصبر على ما أنتم عليه وإن أصابكم مكروه . وقال مجاهد : استعينوا بالصبر أي بالصوم والصلاة . وقال الضحاك : استعينوا بالصبر على صوم شهر رمضان وعلى الصلوات الخمس . ويقال : الصبر هو الصبر بعينه . ذكر في هذه الآية الطاعة الظاهرة والطاعة الباطنة فأمر بالصبر والصلاة لأنه ليس شيء من الطاعة الظاهرة أشد من الصلاة على البدن لأنه يجتمع فيها أنواع الطاعات : الخضوع والإقبال والسكون والتسبيح والقراءة فإذا تيسر عليه الصلاة تيسر عليه ما سوى ذلك وليس شيء من الطاعات الباطنة أشد من الصبر على البدن فأمر الله بالصبر والصلاة لأنه حسن . ثم قال : { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ } فالله تعالى مع كل أحد ولكن خص الصابرين لكي يعلموا أن الله سبحانه وتعالى يفرج عنهم . قوله تعالى : { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ } قال الضحاك : هم النفر الذين قتلوا عند بئر معونة . وقال الكلبي : هم الذين قتلوا ببدر قتل من المسلمين يومئذ أربعة عشر رجلاً [ ثمانية من الأنصار وستة من المهاجرين ] وكان الناس يقولون : مات فلان ومات فلان ، فأنزل الله تعالى : { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبيلِ ٱللَّهِ : أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء } [ لأنهم ] في الحكم : كالأحياء لأنه يجري ثوابهم إلى يوم القيامة ولأنهم يسرحون في الجنة حيث شاءوا . كما قال في آية أخرى : ( عند ربهم يرزقون فرحين ولكن لا تشعرون ) .