Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 195-195)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَنْقِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللهِ } أي في طاعة الله . قال ابن عباس : وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أمر الناس بالخروج إلى الجهاد قام إليه ناس من الأعراب حاضري المدينة فقالوا : بماذا نجهز ؟ فوالله ما لنا زاد ولا يطعمنا أحد فنزل قوله تعالى { وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } يعني تصدقوا يا أهل الميسرة ( في سبيل الله ) أي في طاعة الله { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ } يعني ولا تمسكوا بأيديكم عن الصدقة فتهلكوا وهكذا قال مقاتل . ومعنى قول ابن عباس ولا تمسكوا عن الصدقة فتهلكوا أي لا تمسكوا عن النفقة والعون للضعفاء فإنهم إذا تخلفوا عنكم غلب عليكم العدو فتهلكوا ومعنى آخر : ولا تمسكوا فيرث منكم غيركم فتهلكوا بحرمان منفعة أموالكم . معنى آخر : ولا تمسكوا فيذهب عنكم الخلف في الدنيا والثواب في الآخرة . ويقال : { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ } يعني لا تنفقوا من حرام فيرد عليكم فتهلكوا . وقال الزجاج : التهلكة : معناه الهلاك يقال : هلك يهلك هلاكا وتهلكة : معناه إن لم تنفقوا عصيتم الله فهلكتم وروي عن البراء بن عازب أن رجلاً سأله عن التهلكة فقال : أهو الرجل إذا التقى الجمعان فحمل فيقاتل حتى يقتل ؟ قال : لا ولكن الرجل يذنب ثم لا يتوب . وقال قتادة قيل لأبي هريرة : ألم تر سعد بن هشام لما التقى الصفان حمل فقاتل حتى قتل ألقى بيده إلى التهلكة ؟ فقال أبو هريرة : كلا والله ولكنه تأويل آية من كتاب الله : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ } [ البقرة : 207 ] . وقال أبو عبيدة السلماني : التهلكة أن يذنب ( الرجل ) فيقنط من رحمة الله فيهلك . وروي عن أبي أيوب الأنصاري أنه قال : نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار إنا لما أعز الله دينه وكثرنا قلنا فيما بيننا : إن أموالنا قد ضاعت فلو أقمنا فيها وأصلحنا منها ما ضاع فأنزل الله تعالى : { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ } فكانت التهلكة : في الإقامة التي أردنا أن نقيم في أموالنا ونصلحها فأمرنا بالغزو ثم قال تعالى : { وَأَحْسِنُواْ } أي أحسنوا النفقة من الصدقة { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } في النفقة ويقال : وأحسنوا في النفقة أي أخلصوا النية في النفقة ويقال : أحسنوا الظن بالله تعالى فيما أنفقتم أنه يخلف عليكم في الدنيا ويثيبكم في الآخرة