Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 233-233)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَٱلْوٰلِدٰتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَـٰدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ } يعني سنتين كاملتين { لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَ } يعني أن يكمل الرضاعة فإن قيل : لما ذكر الحولين [ فما الحاجة إلى ] الكاملين ؟ قيل له هذا للتأكيد لأن بعض الحولين يسمى حولين كما قال في آية أخرى : { ٱلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَـٰتٌ } [ البقرة : 197 ] وإنما هي شهران وعشرة أيام فها هنا لما ذكر الحولين الكاملين علم أنه أراد الحولين بغير نقصان . ثم قال تعالى : { وَعلَى ٱلْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ } أي على الأب أجر الرضاع ونفقة الأم { وَكِسْوَتُهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ } أي على قدر طاقته { لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا } يعني لا يجب على الأب من النفقة والكسوة إلا مقدار طاقته . { لاَ تُضَارَّ وٰلِدَةٌ بِوَلَدِهَا } يقول : لا ينزع الولد من الأم لكونها أحق بولدها من غيرها قرأ ابن كثير وأبو عمرو : ( ولا تضار ) بضم الراء على معنى الخبر تبعاً لقوله { لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا } ولفظه لفظ الخبر والمراد به النهي وقرأ الباقون : بالنصب على صريح النهي . ويقال [ أصله لا تضار ثم أدغمت الراء في الراء ] { وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ } يعني الأب لا يضار بالولد فتطرح الأم الولد [ إليه ] بعدما عرفت أنه لا يقبل ثدي غيرها فلا يجوز لها أن تفعل ذلك . ويقال : { وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ } يعني إذا كان الأب يجد ظئراً أرخص من الأم والأم أبت أن ترضع إلا بأجر كثير فإن الأب لا يجبر على ذلك وله أن يدفع إلى ظئر أخرى . قال تعالى : { وَعَلَى ٱلْوَارِثِ مِثْلُ ذٰلِكَ } يعني إذا ( مات الأب ) وله وارث سوى الأب فعلى وارث الصبي مثل ما على الأب . ويقال على وارث الأب لا يضارها ولا تضاره ويقال مثل ذلك يعني الكسوة الرزق في رضاع الصبي ونفقته { فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً } أي فطاماً { عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ } يعني الأب والأم دون الحولين . ويقال : بعد الحولين { فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا } ( إن لم يرضعاه سنتين ) أي لا حرج عليهما { وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلَـٰدَكُمْ } يعني أن تأخذوا ظئراً لأولادكم إذا أرادت الأم النكاح { فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم } ما أتيتم بالمعروف يعني لا إثم عليكم إذا أعطيتم الظئر { مَّا ءَاتَيْتُم بِٱلْمَعْرُوفِ } ( ما أعطيتم ) بما تعرفونه . ويقال : أعطيتم ما شرطتم لهن . ثم خوفهما في الإضرار فقال تعالى : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } يعني الأبوين فلا يضار واحد منهما لصاحبه { وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } من الإضرار فيجازيكم به . قرأ ابن كثير : ( ما أتيتم ) بغير مد يعني ما جئتم وفعلتم وقرأ الباقون بالمد يعني ما أعطيتم .