Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 29-29)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } أي قدر خلقها لأن الأشياء كلها لم تخلق في ذلك الوقت ، لأن الدواب وغيرها من الثمار التي في الأرض تخلق وقتاً بعد وقت . ولكن معناه قدر خلق الأشياء التي في الأرض . وقوله تعالى : { ثُمَّ ٱسْتَوَى إِلَى ٱلسَّمَاءِ } هذه الآية من المشكلات والناس في هذه الآية وما شاكلها على ثلاثة أوجه : قال بعضهم : نقرؤها ونؤمن بها ولا نفسرها ، وهذا كما روي عن مالك بن أنس رحمه الله أن رجلاً سأله عن قوله : { ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَى ٱلْعَرْشِ ٱسْتَوَىٰ } [ طه : 5 ] فقال مالك : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ، وما أراك إلا ضالاً فأخرجوه فطردوه ، فإذا هو جهم بن صفوان . وقال بعضهم : نقرؤها ونفسرها على ما يحتمله ظاهر اللغة وهذا قول المشبهة . وللتأويل في هذه الآية وجهان : أحدهما : { ثُمَّ ٱسْتَوَى إِلَى ٱلسَّمَاء } أي صعد أمره إلى السماء ، وهو قوله : ( كن فكان ) . وتأويل آخر وهو قوله : { ثُمَّ ٱسْتَوَى إِلَى ٱلسَّمَاء } أي أقبل إلى خلق السماء . فإن قيل : قد قال في آيةٍ أخرى { أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَـٰهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } [ النازعات : 27 ، 28 ] إلى قوله { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـٰهَا } [ النازعات : 30 ] فذكر في تلك الآية أن الأرض خلقت بعد السماء ، وذكر في هذه الآية أن [ الأرض خلقت قبل السماء ] . الجواب عن هذا أن يقال : خلق الأرض قبل السماء وهي ربوة حمراء في موضع الكعبة ، فلما خلق السماء بسط الأرض بعد خلق السماء فذلك قوله تعالى : { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـٰهَا } [ النازعات : 30 ] أي بسطها . ثم قال تعالى : { فَسَوَّاهُنَّ } أي خلقهن { سَبْعَ سَمَـٰوٰتٍ } وهن أعظم من خلقكم { وَهُوَ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } أي بخلق كل شيء عليم ومعناه : أن الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً وخلق السماوات قادر على أن يحييكم بعد الممات . قرأ نافع والكسائي وأبو عمرو ( وهو ) بجزم الهاء . وقرأ الباقون بضم الهاء ( وهو ) في جميع القرآن ، وهما لغتان ومعناهما واحد .