Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 34-34)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهو قوله تعالى : { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـٰئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَِدَمَ } فأصل السجود في اللغة : هو الميلان والخضوع ، والعرب تقول : سجدت النخلة إذا مالت ، وسجدت الناقة إذا طأطأت رأسها ومالت . وإنما كانت تلك سجدة التحية لا سجدة العبادة ، وكانت السجدة تحية لآدم عليه السلام وطاعة لله عز وجل { فَسَجَدُواْ } كلهم { إِلاَّ إِبْلِيسَ } يقال : إبليس : اسم أعجمي ولذلك لا ينصرف وهو قول أبي عبيدة . وقال غيره : هو من أبلس يبلس إذا يئس من رحمة الله ، وكذا قال ابن عباس في رواية أبي صالح : أنه أيئسه من رجسته . وكان اسمه ( عزازيل ) ويقال ( عزاييل ) وإنما لن ينصرف لأنه لا سمي له فلا يستثقل فاشتُقّ . وقال ابن عباس - رضي الله عنه : إنما سمي آدم لأنه خلقه من أديم الأرض . وروي عن قطرب أنه قال : هذا الخبر لا يصح لأن العربية لا توافقه . وقال بعض أهل اللغة : مأخوذ من الأدمة ، وهو الذي يكون من لونه سمرة إلا إبليس { أَبَىٰ وَٱسْتَكْبَرَ } أي امتنع عن السجود تكبراً : معناه أن كبره منعه من السجود . وقوله : { وَكَانَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ } أي وصار من الكافرين كما قال في آية أخرى { فَكَانَ مِنَ ٱلْمُغْرَقِينَ } [ هود : 43 ] أي صار من المغرقين . وقال بعضهم : كان من الكافرين أي كان في علم الله من الكافرين . يعني أنه يكفر . وبعضهم قال بظاهر الآية : كان كافراً في الأصل . وهذا قول أهل الجبر . وقالوا : كل كافر أسلم ظهر أنه كان مسلماً في الأصل ، وكل مسلم كفر ظهر أنه كان كافراً في الأصل - لأنه كان كافراً يوم الميثاق . ألا ترى أن الله تعالى قال في قصة بلقيس { إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَـٰفِرِينَ } [ النمل : 43 ] ولم يقل إنها كانت كافرة ، وقال في قصة إبليس { وَكَانَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ } وقال أهل السنة والجماعة : الكافر إذا أسلم كان كافراً إلى وقت إسلامه وإنما صار مسلماً بإسلامه إلا أنه غفر له ما قد سلف . والمسلم إذا كفر كان مسلماً إلى ذلك الوقت إلا أنه حبط عمله .