Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 44-50)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال عز وجل : { بَلْ مَتَّعْنَا هَـؤُلاءِ } يعني : أجلناهم وأمهلناهم { وَءابَاءهُمْ } من قبلهم { حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ } يعني : الأجل { أَفَلاَ يَرَوْنَ } يعني : أفلا ينظر أهل مكة { أَنَّا نَأْتِى ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا } أي : نأخذ ونفتح الأرض ننقصها { مِنْ أَطْرَافِهَا } ما حول مكة أي ننقصها بمحمد - صلى الله عليه وسلم - من نواحيها ويقال يعني نقبض أرواح أشراف أهل مكة ورؤسائها وقال الحسن : هو ظهور المسلمين على المشركين وروى عكرمة عن ابن عباس قال : هو موت فقهائها وذهاب خيارها وقال الكلبي : يعني : السبي والقتل والخراب ثم قال تعالى : { أَفَهُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَ } يعني : أن الله تعالى هو الغالب وهم المغلوبون ثم قال عز وجل { قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِٱلْوَحْىِ } يعني : بما نزل من القرآن { وَلاَ يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَاء إِذَا مَا يُنذَرُونَ } يعني : أن من يتصامم لا يسمع الدعاء إذا ما يخوفون قرأ ابن عامر ولا تُسمع الصمم الدعاء بالتاء بلفظ المخاطبة ومعناه أن لا تقدر أن تسمع الصم الدعاء إِذا ما ينذرون يعني : إذا خوفوا والباقون ولا يسمع بالياء على وجه الحكاية ثم أخبر عن قلة صبرهم عند العذاب فقال : { وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مّنْ عَذَابِ رَبّكَ } يعني : من أصابتهم عقوبة من عذاب ربك ويقال : لئن أصابهم العذاب أي طرف من العذاب ويقال أدنى شيء من عذاب ربك { لَيَقُولُنَّ يٰويْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ } أي : ظلمنا أنفسنا بترك الطاعة لله { وَنَضَعُ ٱلْمَوٰزِينَ ٱلْقِسْطَ } يعني : ميزان العدل { لِيَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } يعني : في يوم القيامة قال ابن عباس هو ميزان له كفتان ( وله لسانان يوزن به الأعمال ) الحسنات والسيئات فيجاء بالحسنات في أحسن صورة ويجاء بالسيئات في أقبح صورة { فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً } يعني : لا ينقص من ثواب أعمالهم شيئاً { وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ } يعني : وزن حبة { مّنْ خَرْدَلٍ } قرأ نافع مثقال حبة بضم اللام وقرأ الباقون بالنصب فمن قرأ بالرفع فمعناه وإن حصل للعبد مثقال حبة من خردل ومن قرأ بالنصب معناه وإن كان العمل ( مِثْقَالَ حَبَّة ) يصير خبر كان { أَتَيْنَا بِهَا } يعني : جئنا بها وأحضرناها وقرأ بعضهم ( آتَيْنَا ) بالمد يعني : جازينا بها وأعطينا بها وقراءة العامة بغير مد ثم قال : { وَكَفَىٰ بِنَا حَـٰسِبِينَ } يعني : مجازين قوله عز وجل { وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَـٰرُونَ ٱلْفُرْقَانَ } يقول النصرة والنجاة فنصر موسى وهارون وأهلك عدوهما فرعون { وَضِيَاءً } يعني : الذي أنزل عليهما من الحلال والحرام في الكتاب قرأ ابن كثير وضئَاءً بهمزتين والباقون بهمزة واحدة { وَذِكْراً } يعني : عظة { لّلْمُتَّقِينَ } الذين يتقون الكفر والفواحش والكبائر وقال مجاهد : الفرقان الكتاب وقال السدي : الفرقان والنصر والضياء النور وذكراً قال التوراة وقال مقاتل : الفرقان والتوراة وروي عن ابن عباس أنه كان يقرأ ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ( ضِيَاءً وَذِكْراً ) يعني : أعطيناهما التوراة نوراً وعظة ويروى عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقرأ ( الَّذين استجابوا ) بالواو يعني ( والذين ) { وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَـٰرُونَ ٱلْفُرْقَانَ ضِيَاءً } بغير واو وقال اجعلوا هذه الواو عند قوله : { وَٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِلَّهِ } ثم قال عز وجل : { ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ } يعني : يعملون لربهم في غيب عنه والله تعالى لا يغيب عنه شيء { وَهُمْ مّنَ ٱلسَّاعَةِ مُشْفِقُونَ } يعني : من عذاب الساعة خائفون قوله عز وجل { وَهَـٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ } يعني : هذا القرآن ذكر مبارك يعني ؛ فيه السعادة والمغفرة للذنوب والنجاة لمن آمن به { أَنزَلْنَـٰهُ } لكم { أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } يعني أفأنتم للقرآن مكذبون جاحدون .