Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 62-67)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَلاَ نُكَلّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } يعني : بقدر طاقتها { وَلَدَيْنَا كِتَابٌ } يعني : وعندنا نسخة أعمالهم التي يعملون وهي التي تكتب الحفظة عليهم { يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ } يعني : يشهد عليهم بالصدق وقال الكلبي ( وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ) أي : طاقتها فمن لم يستطع أن يصلي قائماً فليصل قاعداً { وَعِندَنَا كِتَـٰبٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ } وهو الذكر يعني اللوح المحفوظ { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } يعني : لا يزاد في سيآتهم ولا ينقص من حسناتهم { بَلْ قُلُوبُهُمْ فِى غَمْرَةٍ مّنْ هَـٰذَا } يعني في غفلة من الإيمان بهذا القرآن ويقال هم في غفلة من هذا الذي وصفنا من كتابة الأعمال { وَلَهُمْ أَعْمَـٰلٌ مّن دُونِ ذٰلِكَ } قال مقاتل : يقول لهم أعمال خبيثة دون الشرك { هُمْ لَهَا عَـٰمِلُونَ } أي : لتلك الأعمال لا محالة التي في اللوح المحفوظ وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال ذكر الله تعالى { ٱلَّذِينَ هُم مّنْ خَشْيةِ رَبّهِمْ مُّشْفِقُونَ } ثم قال للكفار : { بَلْ قُلُوبُهُمْ فِى غَمْرَةٍ مّنْ هَـٰذَا } ثم رجع إلى المؤمنين فقال { وَلَهُمْ أَعْمَـٰلٌ مّن دُونِ ذٰلِكَ } الأعمال التي عددتهم لها عاملون ثم قال عز وجل : { حَتَّىٰ إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِٱلْعَذَابِ } يعني أغنياءهم وجبابرتهم بالعذاب قال مجاهد : يعني بالسيوف يوم بدر وقال الكلبي : بالجوع سبع سنين حتى أكلوا الجيف { إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ } أي : يصيحون ويتضرعون إلى الله تعالى حين نزل بهم العذاب ويقال : يدعون ويستغيثون قول الله تعالى : { لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ } يعني : لا تضجوا ولا تتضرعوا اليوم { إِنَّكُمْ مّنَّا لاَ تُنصَرُونَ } يعني : من عذابنا لا تمنعون قوله عز وجل : { قَدْ كَانَتْ ءايَـتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } أي : تقرأ وتعرض عليكم { فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَـٰبِكُمْ تَنكِصُونَ } أي : ترجعون إلى الشرك وتميلون إليه { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ } أي - متعظمين ويقال : تنكصون أي : تقيمون عليه مستكبرين به يعني : بالبيت صار هذا كناية من غير أن يسبق ذكر البيت لأن ذلك البيت كان معروفاً عندهم وقال مجاهد : مستكبرين به أي بمكة بالبلد { سَـٰمِراً } بالليل لجلسائهم { تَهْجُرُونَ } بالقول الذي في القرآن ويقال تهجرون يعني تتكلمون بالفحش وسب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا كما قال - صلى الله عليه وسلم - " زُورُوها يعني المقابر ولا تَقُولُوا هُجْراً " يعني : فحشاً وقال القتبي : مستكبرين به يعني : بالبيت العتيق تهجرون به ويقولون نحن أهله سامراً والسمر حديث الليل وقال أهل اللغة : السمر في اللغة ظل القمر ولهذا سمي حديث الليل سمراً لأنهم كانوا يجتمعون في ظل القمر ويتحدثون قرأ نافع ( سَامِراً تُهْجِرونَ ) بضم التاء وكسر الجيم وقرأ الباقون بنصب التاء وضم الجيم وقال أبو عبيد : هذه القراءة أحب إلينا فيكون من الصدود والهجران كقوله { فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَـٰبِكُمْ تَنكِصُونَ } يعني : تهجرون القرآن ولا تؤمنون به ومن قرأ تهجرون أراد الإفحاش في المنطق وقد فسرها بعضهم على الشرك .