Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 181-191)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال عز وجل : { أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُخْسِرِينَ } يعني : من الناقصين في الكيل والوزن وفي هذا دليل على أنه أراد بهذا أهل مدين لأنه ذكر في تلك الآية { وَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ } [ الأنعام : 152 ] كما ذكرها هنا ثم قال : { وَزِنُواْ بِٱلْقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ } يعني : بميزان العدل بلغة الروم ويقال هو القبان { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءهُمْ } يعني : لا تنقصوا الناس حقوقهم قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص بالقسطاس بكسر القاف والباقون بالضم وهما لغتان ثم قال : { وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } يعني : لا تسعوا فيها بالمعاصي يقال : عثى يعثو وعاث يعيث وعثى يعثي إذا ظهر الفساد ثم قال عز وجل : { وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ وَٱلْجِبِلَّةَ ٱلأَوَّلِينَ } يعني : الخليقة الأولى { قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ وَمَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُنَا } وقد ذكرنا { وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ } يعني : ما نظنك إلا من الكاذبين { فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مّنَ ٱلسَّمَاءِ } أي : جانباً من السماء وقريء كسَفاً بنصب السين أي : قطعاً وهو جمع كسفة { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ قَالَ } لهم شعيب - عليه السلام - { رَبّى أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ } من نقصان الكيل { فَكَذَّبُوهُ } في العذاب { فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ } لأنه أصابهم حر شديد فخرجوا إلى غيضة فاستظلوا بها فأرسل عليهم ناراً فأحرقت الغيضة فاحترقوا كلهم { إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } صار العذاب نصباً لأنه خبر كان { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً } يعني : لعبرة لمن نقص في الكيل والوزن { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ } يعني : قوم شعيب { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة لمن نقص الكيل والوزن { ٱلرَّحِيمُ } لمن تاب ورجع .