Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 9-11)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَقَالَتِ ٱمْرَأَتُ فِرْعَوْنَ } واسمها آسية لفرعون هذا الغلام { قُرَّةُ عَيْنٍ لّى وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ } فإنه آتانا به الماء من مصر آخر ومن أرض أخرى وليس من بني إسرائيل ويقال : أنها قالت إن هذا كبير ومولود قبل هذه المدة التي أخبر لك { عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا } فإنه لم يكن له ولد ذكر قال فرعون : فهو قرة عين لك فأما أنا فلا وروي عن ابن عباس أنه قال : لو قال فرعون أيضاً هو قرة عين لي لنفعه الله تعالى به ولكنه أبى ويقال قرة عين لي وقد تم الكلام ثم قالت ولك لا تقتلوه ( قال : وروى عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقف على قرة عين لي ولك ثم قال : لا تقتلوه أي : لا تقتلوه فلا الثاني إضمار في الكلام ) والتفسير الأول أصح ثم قال : { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أي : لا يشعر فرعون وقومه أن هلاكهم على يديه ثم قال عز وجل : { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمّ مُوسَىٰ فَارِغاً } يعني : خالياً من كل ذكر وشغل إلا ذكر موسى عليه السلام ويقال صار قلبها فارغاً حين بعثت أخته لتنظر فأخبرتها بأنه قد أخذ في دار فرعون فسكنت حيث لم يغرق ويقال : صار قلبها فارغاً لأنها علمت أنه لا يقتل وروي عن فضالة بن عبيد أنه قرأ : وأصبح فؤاد أم موسى فزعاً يعني : خائفاً وقراءة العامة فارغاً وتفسيره ما ذكرناه وقد قيل أيضاً فارغاً من شغل نفقته { إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِ } يعني : وقد كادت لتظهر به قال مقاتل : وذلك أنها لما ألقت التابوت في النيل فرآت التابوت يدفعه مرة ويضعه أخرى فخشيت عليه الغرق فعند ذلك فزعت عليه وكادت أن تصيح ويقال : أنه لما كبر كان الناس يقولون : هو ابن فرعون فكأن ذلك شق عليها وكادت أن تظهر أن هذا ولدي وليس بولد فرعون ويقال : لما دخل الليل دخل الغم في قلبها حيث لم تدر أين صار ولدها فأرادت أن تظهر ذلك { لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا } أي : ثبتنا قلبها ويقال : قوينا قلبها وألهمناها الصبر { لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } يعني : من المصدقين بوعد الله تعالى حيث وعد لها بإنا رادوه إليك فلم تجزع ولم تظهر قوله عز وجل : { وَقَالَتْ لأخْتِهِ قُصّيهِ } يعني : قالت أم موسى : لأخت موسى وكان اسم أخته مريم ( قصية ) يعني : اتبعي أثره ويقال يعني : امشي بجنبه في الحد وهو في الماء حتى تعرف من يأخذه { فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ } يعني : بصرته عن بعد كما قال { وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ } [ النساء : 36 ] يعني البعيد منهم من قوم آخرين ويقال عن جنب يعني في جنب { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أنها أخت موسى ويقال : وهم لا يشعرون يعني وهم لا يعرفون أنها ترقبه .