Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 3-5)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ } يعني أنزل عليك جبريل بالقرآن { بِٱلْحَقِّ } أي بالعدل ، ويقال لبيان الحق . { مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } يعني موافقاً للكتب المتقدمة في التوحيد وفي بعض الشرائع { وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنجِيلَ } { مِن قَبْلُ } يعني [ أنزل ] التوراة على موسى ، والإنجيل على عيسى من قبل هذا الكتاب . وروي عن الفراء أنه قال : اشتقاق التوراة من وري الزند ، وهو ما يظهر من النور والضياء فسمي التوراة بها لأنه ظهر بها النور والضياء لبني إسرائيل ومن تابعهم ، وإنما سمي الإنجيل لأنه أظهر الدين بعدما درس ، وقد سمي القرآن إنجيلاً أيضاً لما روي في قصة مناجاة موسى - عليه السلام - أنه قال : يا رب أرى في الألواح أقواماً أناجيلُهم في صدورهم ، فاجعلهم أمتي ، قال الله تعالى هم أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وإنما أراد بالأناجيل القرآن . قرأ حمزة والكسائي وابن عامر " التوراة " بكسر الراء والباقون بالفتح . ثم قال تعالى : { هُدًى لِّلنَّاسِ } معناه : وأَنزل التَّوْرَاة على موسى والإنجيل على عيسى - عليهما السلام - بياناً لبني إسرائيل من الضلالة { وَأَنزَلَ ٱلْفُرْقَانَ } على محمد - صلى الله عليه وسلم - بعد التوراة والإنجيل . وقال الكلبي " الفرقان " هو الحلال والحرام ، يعني بيان الحلال والحرام ، ويقال : المخرج من الشبهات . { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِأيَـٰتِ ٱللَّهِ } أي جحدوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - [ وبالقرآن ] وما أوتي من آيات نبوته { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } في الآخرة . قال الكلبي : نزلت هذه الآية في وفد نجران ، قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجادلوه بالباطل ، ويقال : [ في ] شأن اليهود . ويقال : في شأن مشركي العرب . { وَٱللَّهُ عَزِيزٌ ذُو ٱنتِقَامٍ } أي منيع بالنقمة ينتقم ممن عصاه . { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ } لا يذهب ولا يغيب [ عليه ] شيء { فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَاء } معناه أنه لا يخفى عليه قول الكفار وعملهم ، فيجازيهم يوم القيامة . وهم وفد نجران وسائر المشركين .