Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 59-59)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال : { إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ } [ نزلت ] في وفد نجران السيد والعاقب والأسقف وجماعة من علمائهم وأحبارهم ، " قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وناظروه في أمر عيسى - عليه السلام - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هو عبد الله ورسوله ، فقالوا : أرنا خلقاً من خلق الله تعالى بغير أب ، وكان يحيي الموتى وكان فيه دليل على ما قلنا وكانوا يقولون : إنه اتخذه ابناً ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أسلموا فقالوا : قد أسلمنا قبلك ، فقال لهم : كذبتم ، إنما يمنعكم من الإسلام ثلاث ، أكل لحم الخنزير ، وعبادة الصليب وقولكم لله ولد " ، فقالوا له : من أبو عيسى ؟ فنزل قوله تعالى : { إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءادَمَ } يعني شبه خلق عيسى عند الله كشبه خلق آدم { خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ } يعني صوّره من غير أب ولا أم { ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } فكان بشراً بغير أب [ كذلك عيسى كان بشراً بغير أب ] وفي هذه الآية دليل [ علمي ] أن الشيء يشبه بالشيء وإن كان بينهما فرق كبير بعد أن [ يجتمعا ] في وصف واحد ، كما أن ها هنا خلق آدم من تراب ، ولم يخلق عيسى من تراب ، وكان بينهما فرق من هذا الوجه ولكن الشبه بينهما أنه خلقهما من غير أب ، ولأن أصل خلقهما جميعاً كان من تراب ، لأن آدم لم يخلق من نفس التراب ، ولكنه جعل التراب طيناً ، ثم جعله صلصالاً ، ثم خلقه منه ، فكذلك عيسى عليه السلام حوله من حال إلى حال ثم خلقه بشراً من غير أب .