Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 79-80)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيهُ ٱللَّهُ ٱلْكِتَابَ } أي التوراة والإنجيل ، { وَٱلْحُكْمَ } يعني الفهم { وَٱلنُّبُوَّةَ } وهو عيسى ابن مريم - عليهما السلام - { ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ } ما جاز له أن يقول للناس : { كُونُواْ عِبَادًا لّي مِن دُونِ ٱللَّهِ } . ويقال : " إن اليهودَ والنصارى اختلفوا فيما بينهم ، فجاء الفريقان جميعاً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال كل فريق : نحن أولى بإبراهيم عليه السلام ، فقال لهم : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " كلكم على الخطأ " ، فغضبوا وقالوا : والله ما تريد إلا أن نتخذك حَنَّاناً ( أي معبوداً ) ، فأنزل الله تعالى : { مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيهُ ٱللَّهُ [ ٱلْكِتَـٰبَ } يعني القرآن ] { وَٱلْحُكْمَ } يعني الحلال والحرام { وَٱلنُّبُوَّةَ } ، { ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ } . { وَلَـٰكِنِ } يقول لهم { كُونُواْ رَبَّـٰنِيّينَ } أي متعبدين ، ويقال : كونوا علماء فقهاء . قال الزجاج : الربانيون : أرباب العلم والبيان أي ( كانوا ) علماء { بِمَا كُنتُمْ تُعَلّمُونَ ٱلْكِتَـٰبَ } أي كونوا عاملين بما كنتم تعلمون ، لأن العالم إنما يقال له عالم ، إذا عمل ( بما علم ) ، وإن لم يعمل بعلمه فليس بعالم ، لأن من ليس له من علمه منفعة فهو والجاهل سواء . ثم قال : { وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ } يقول بما كنتم تقرأون ، يعني كونوا علماء بذلك عاملين به . قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو : « بما كنتم تَعْلَمُون » بنصب التاء والتخفيف ، يعني يُعَلِّمكم الكتاب ودراستكم ، والباقون بضم التاء والتشديد يعني تُعَلِّمُون غيركم ، فإنما يأمركم بذلك . { وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ وَٱلنَّبِيّيْنَ أَرْبَابًا } يعني عيسى وعُزَيراً والملائكة - صلوات الله عليهم - ولو أمركم بذلك لكَفَر ، وتنزع النبوة منه { أَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ } يعني بعبادة الملائكة { بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ } أي مخلصون بالتوحيد لله . قرأ عاصم وحمزة وابن عامر : " ولا يَأْمُرَ " بنصب الراء ، ينصرف إلى قوله { مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيهُ ٱللَّهُ } فيصير نصباً بأن ، والباقون " ولا يأمرُكم " بضم الراء على معنى الإبتداء .