Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 82-83)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَمَنْ تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذٰلِكَ } أي أعرض عن الإيمان ، وعن البيان بعد ذلك الإقرار والعهد قوله : { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ } أي الناقضون [ للعهد ] ، ويقال : [ هم العاصون ] ، وأصل الفسق الخروج من الطاعة كقوله تعالى : { فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ } [ سورة الكهف : 50 ] أي خرج عن طاعة ربه . وقوله تعالى : { أَفَغَيْرَ دِينِ ٱللَّهِ يَبْغُونَ } . قال الكلبي : وذلك أن كعب بن الأشرف [ وأصحابه ] [ اختصموا ] مع النصارى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا " أينا أحق بدين إبراهيم ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " كلا الفريقين بريء من دينه " فقالوا ما نرضى بقضائك ، ولا نأخذ بدينك ، فنزل قوله تعالى : { أَفَغَيْرَ دِينِ ٱللَّهِ يَبْغُونَ } أي يطلبون . قرأ عاصم في رواية حفص " يبغون " " وإليه يرجعون " كلاهما بالياء وقرأ أبو عمرو " يبغون " بالياء " وإليه ترجعون " بالتاء ، وقرأ الباقون : كلاهما بالتاء على معنى المخاطبة ، فمن قرأ بالياء يعني أفغير دين الله يطلبون من عندك ، ومن قرأ بالتاء يعني : أفغير دين الله تطلبون ، { وَلَهُ أَسْلَمَ } أي أخلص وخضع { مَن فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ طَوْعًا وَكَرْهًا } . قال الكلبي : أما أهل السموات ، فأسلموا لله طائعين ، وأما أهل الأرض فمن ولد في الإسلام أسلم طوعاً ، ومن أبى قُوتِل حتى دخل في الإسلام كرهاً وما أفاء الله عليهم مما يسبون فيجاء بهم في السلاسل فيكرهون على الإسلام ، وقال مجاهد : يسجد ظل المسلم ووجهه طائع ، ويسجد ظل الكافر وهو كاره ، وقال مقاتل : " وله أسلم من في السموات " يعني الملائكة ، " والأرض " يعني المؤمنين " طوعاً وكرهاً " يعني أهل الأديان يقولون : الله ربكم ، وخالقكم فذلك إسلامهم وهم مشركون . معنى قوله : { وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } يعني خضعوا من جهة ما فطرهم عليه ، ودبرهم لا يمتنع ممتنع من جبلة ما جبل عليها ، ولا يقدر على تغيير ما خلق عليها طوعاً وكرهاً ، ثم قال : { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [ كما خلقكم أي ] كما بدأكم ، ( فلا ) تقدرون على الإمتناع ، كذلك يبعثكم كما بدأكم ، قرأ عاصم في رواية حفص : " يرجعون " ، وقرأ الباقون بالتاء .