Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 7-11)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مّنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } يعني : يعلمون حرفتهم وأمر معايشهم ومتى يدرك زرعهم ويقال في أمر التجارة كانوا أكيس الناس وقال الحسن كان الرجل منهم يأخذ درهماً ويقول وزنة كذا ولا يخطىء { وَهُمْ عَنِ ٱلآخِرَةِ هُمْ غَـٰفِلُونَ } أي : لا يؤمنون بها ويقال عن أمر الآخرة وما وعدوا فيها من الهول والعذاب هم غافلون ثم وعظهم فقال عز وجل : { أَوَ لَمْ يَتَفَكَّرُواْ فِى أَنفُسِهِمْ } فيعتبروا في خلق السماوات والأرض وروى عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال تفكر ساعة خير من قيام ليلة ثم قال : { مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِٱلْحَقّ } يعني : للحق { وَأَجَلٌ مُّسَمًّى } يعني : السماوات والأرض لهن أجل ووقت معلوم { وَإِنَّ كَثِيراً مّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَاء رَبّهِمْ لَكَـٰفِرُونَ } يعني : جاحدون للبعث ثم خوفهم فقال عز وجل : { أَوَ لَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يعني : الأمم الخالية كانت عاقبتهم الهلاك ثم أخبر عنهم فقال { كَانُواْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلأرْضَ } قال مقاتل يعني ملكوا الأرض وقال الكلبي يعني : حرثوها ويقال أثاروا الأرض إذا قلبوها للزراعة { وَعَمَرُوهَا } يعني : عمروا الأرض { أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا } يعني : أهل مكة ، ويقال : عاشوا فيها أكثر مما عاش أهل مكة { وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيّنَاتِ } يعني : بالحجج الواضحات فكذبوهم فأهلكهم الله عز وجل : { فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ } أي : ليعذبهم بغير ذنب { وَلَـٰكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } بالمعاصي قوله عز وجل : { ثُمَّ كَانَ عَـٰقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَاءواْ } يعني : آخر أمر الذين أشركوا { السُّوأىٰ } يعني : العذاب فيجوز أن تكون ثم على معنى التأخير ويجوز أن يكون معناه ثم مع هذا كان عاقبة الذين قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو عاقبة بالضم وقرأ الباقون بالنصب ( فمن قرأ بالضم جعله اسم كان وجعل السوء خبر كان ومن قرأ بالنصب جعل العاقبة خبر كان ) والسوء اسم كان ومعنى القراءتين يرجع إلى شيء واحد يعني ثم كان عاقبة الكافرين النار لتكذيبهم بآيات الله عز وجل والسوء ها هنا جهنم كما أن الحسنى الجنة ثم قال : { أَن كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } يعني : عاقبة جهنم لأنهم كذبوا بآيات الله ما جاءت بها الرسل { وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ } يعني : بآيات الله { ٱللَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } يعني : يحيهم بعد الموت { ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } في الآخرة قرأ أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر يرجعون بالياء على معنى الإخبار عنهم وقرأ الباقون بالتاء على معنى المخاطبة .