Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 21-24)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال عز وجل : { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ } وهو المصيبات والقتل والجوع { دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ } وهو عذاب النار يعني : إن لم يتوبوا ويقال : العذاب الأدنى هو السحر للفاسقين والعذاب الأكبر النار إن لم يتوبوا ويقال : العذاب الأدنى عذاب القبر وقال إبراهيم : يعني : سنين جدب أصابتهم وقال أبو العالية مصيبات في الدنيا { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } يعني : يتوبون قوله عز وجل : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكّرَ بِـئَايِـٰتِ رَبّهِ } يعني : وعظ بآيات ربه القرآن { ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا } يعني : عن الإيمان بها فلم يؤمن بها { إِنَّا مِنَ ٱلْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ } بالعذاب يعني منتصرون ثم قال عز وجل : { وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَـٰبَ } يعني : أعطينا موسى التوراة { فَلاَ تَكُن فِى مِرْيَةٍ مّن لّقَائِهِ } قال مقاتل : يعني فلا تكن في شك من لقاء موسى التوراة فإن الله عز وجل ألقى عليه الكتاب وقال في رواية الكلبي : فلا تكن في مرية من لقاء موسى عليه السلام فلقيه ليلة أُسري به في بيت المقدس يعني لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - موسى هناك ويقال : لقيه في السماء وذكر الخبر المعروف أنه فرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - خمسون صلاة فقال له موسى عليه السلام : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فلم يزل يرجع حتى حط الله عز وجل إلى الخمس ويقال : فلا تكن في مرية من لقائه يعني من لقاء الله عز وجل وهو البعث بعد الموت ويقال : فلا تكن في مرية من لقائه يعني لا تشكن أنك تلقى موسى يوم القيامة ثم قال عز وجل : { وَجَعَلْنَـٰهُ هُدًى لّبَنِى إِسْرٰءيلَ } يعني جعلنا التوراة بياناً لهم وهدى من الضلالة ويقال : وجعلناه هدى يعني جعلنا موسى هادياً لبني إسرائيل يدعوهم { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً } يعني وجعلنا من بني إسرائيل قادة في الخير { يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } يعني : يدعون الناس إلى أمر الله عز وجل { لَمَّا صَبَرُواْ } بكسر اللام والتخفيف وقرأ الباقون بالنصب والتشديد فمن قرأ بالتشديد { لَمَّا صَبَرُواْ } أي : حين صبروا ويقال : هو حكاية المجازات يعني لما صبروا جعلنا منهم أئمة ومن قرأ بالتخفيف لما صبروا أي بما صبروا وتشهد لها قراءة ابن مسعود كان يقرأ بما صبروا ويقال : معناه كما صبروا عن الدنيا وصبروا على دينهم ولم يرجعوا عنه ويقال : معناه وجعلناهم أئمة بصبرهم { وَكَانُواْ بِـئَايَـٰتِنَا يُوقِنُونَ } يعني : يصدقون بالعلامات التي أعطي موسى .