Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 7-9)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال الله تعالى : { ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ } وهم الملائكة { وَمَنْ حَوْلَهُ } من المقربين { يُسَبّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهِمْ } يعني يسبحون الله تعالى ويحمدونه { وَيُؤْمِنُونَ بِهِ } أي يصدقون بالله { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ } يعني المؤمنين ، وفي الآية دليل فضل المؤمنين ، وبيانه أن الملائكة مشتغلون بالدعاء لهم ثم وصف دعاءهم للمؤمنين ، وهو قولهم { رَبَّنَا } يعني يقولون يا ربنا { وَسِعْتَ كُـلَّ شَىْء رَّحْمَةً وَعِلْماً } يعني يا ربنا رحمتك واسعة ، وعلمك محيط بكل شيء ، ويقال معناه ملأت كل شيء نعمة وعلماً ، علم ما فيها من الخلق ، روى قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال : وجدنا أنصح عباد الله لعباد الله الملائكة ، ووجدنا أغش عباد الله لعباد الله ، الشياطين ، وروى الأعمش عن إبراهيم قال : كان أصحاب عبد الله بن مسعود ، يقولون الملائكة خير للمسلمين من ابن الكواء الملائكة يستغفرون لمن في الأرض وابن الكواء يشهد عليهم بالكفر ، وكان ابن الكواء رجلاً خارجياً ، قوله : { فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ } أي تجاوز عنهم ، يعني الذين رجعوا عن الشرك { وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ } يعني دينك الإسلام { وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } يعني ادفع عنهم في الآخرة عذاب النار { رَبَّنَا } يعني ويقولون رَبَّنَا { وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّـٰتِ عَدْنٍ ٱلَّتِى وَعَدْتَّهُمْ } على لسان رسلك { وَمَنْ صَلَحَ } أي من وحد الله تعالى { مِنْ ءابَائِهِمْ وَأَزْوٰجِهِمْ وَذُرّيَّـٰتِهِمْ } أي وأدخلهم معهم الجنة أيضاً { إِنَّكَ أَنتَ ٱلعَزِيزُ } في ملكك { ٱلْحَكِيمُ } في أمرك { وَقِهِمُ ٱلسَّيّئَـٰتِ } يعني ادفع عنهم العذاب في الآخرة { وَمَن تَقِ ٱلسَّيّئَـٰتِ يَوْمَئِذٍ } يعني من دفعت العذاب عنه فقد رحمته قال مقاتل السيئات يعني الشرك في الدنيا { فَقَدْ رَحِمْتَهُ } في الآخرة { وَذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } يعني النجاة الوافرة .