Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 1-4)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تبارك وتعالى { حـمۤ عۤسۤقۤ } روي عن ابن عباس أنه قال : الحاء حكم الله والميم : ملك الله ، والعين : علو الله ، والسين : سناء الله ، والقاف : قدرة الله . فكأنه يقول : فبحكمي وملكي وعلوي ، وسنائي ، وقدرتي ، لا أعذب عبداً قال : لا إلٰه إلا الله مخلصاً فلقيني بها ، ومعنى قول ابن عباس لا يعذب عبداً ، يعني لا يعذبه عذاباً دائماً خالداً ، وروى المسيب عن رجل ، عن أبي عبيدة قال : العين عذاب الله ، والسين : سنون ، والقاف : فيها القحط العجب ( قال : وروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " افتحوا صبيانكم قول لا إلٰه إلا الله ، ولقنوا موتاكم لا إلٰه إلا الله " الحكمة في ذلك ، لأن حال الصبيان حال حسن ، لا غل ولا غش في قلوبهم ، وحال الموتى حال الاضطرار ، فإذا قلتم ذلك في أول ما يجري عليكم القلم ، وآخر ما يجف القلم فعسى الله أن يتجاوز ما بين ذلك قال المسيب : وحدثنا محدث قال : قاف قذف ، وقال الضحاك في قوله { حـمۤ عۤسۤقۤ } قال : قضى عذاب سيكون واقعاً ، وأرجو أن يكون قد مضى يوم بدر ، والسنون ، وقال شهر بن حوشب { حـمۤ عۤسۤقۤ } حرب يذل فيه العزيز ويعز فيه الذليل من قريش ، ثم يفضي إلى العرب ، ثم إلى العجم ، ثم هي متصلة إلى خروج الدجال ، وقال عطاء : الحاء حرب وهو موت ذريع في الناس وفي الحيوان حتى يبيدهم ويفنيهم ، والميم تحويل ملك من قوم إلى قوم ، والعين عدو لقريش يركبهم ثم ترجع الدولة إليهم بحرمة البيت ، والسين هو استئصال بالسنين كسني يوسف ، والقاف قدر من الله نافذ في ملكوت الأرض لا يخرجون من قدره وهو نافذ فيهم ، وقال السدي : الحاء حلمه ، والميم ملكه ، والعين عظمته ، والسين سناؤه ، والقاف قدرته ، وقال قتادة : هو اسم من أسماء الله تعالى ، ويقال اسم من أسماء القرآن ، ثم قال تعالى { كَذَلِكَ يُوحِى إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ } يعني أوحى الله إليك بــ { حـمۤ عۤسۤقۤ } كما أوحى الله بها إلى الذين كانوا من قبلك وقال ابن عباس ليس من نبي وإلا وقد أوحَى الله تعالى إليه بــ { حـمۤ عۤسۤقۤ } كما أوحى الله بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قرأ ابن كثير { يُوحَىٰ إِلَـيْكَ } بالألف على معنى فعل ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون ( يُوحِي ) بالكسر يعني هكذا يوحي الله إليك ، وقرىء في الشاذ ( نوحي ) بالنون ثم قال { ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ } بالنقمة على من لم يجب الرسل { ٱلْحَكِيمُ } حكم بإنزال الوحي عليك ، وقال مقاتل : { كَذَلِكَ يُوحِى إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ } يعني في أمر العذاب قوله عز وجل { لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } يعني من خلق { وَهُوَ ٱلْعَلِىُّ } يعني لرفعي { ٱلْعَظِيمِ } فلا شيء أعظم منه ، يعني عظيم قدرته .