Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 111-113)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى ٱلْحَوَارِيِّينَ } يعني ألهمتهم وألقيت في قلوبهم ويقال : أوحيت إلى عيسى ليبلغ الحواريين : { أَنْ آمِنُواْ بِي } يعني صدقوا بتوحيدي { وَبِرَسُولِي } فلما أبلغهم الرسالة { قَالُواْ : ءامَنَّا } يقول : صدقنا بهما { وَٱشْهَدْ } يا عيسى { بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ } . أي مقرون ويقال : هذا معطوف على أول الكلام إذ قال الله يا عيسى وقال له أيضاً : وإذا أوحيت إلى الحواريين يعني ألهمتهم . وقال مقاتل : يقوم عيسى خطيباً يوم القيامة بهذه الآيات ويقوم إبليس خطيباً لأهل النار بقوله : { إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ … } [ إبراهيم : 22 ] الآية . قوله تعالى : { إِذْ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ : يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ } . قرأ الكسائي : بالتاء ( هل تستطيع ربَّك ) وبنصب الباء وقرأ الباقون بالياء وبضم الباء فمن قرأ : بالتاء ( هل تستطيع ربك ) معناه هل تستطيع أن تدعو ربك ، ومن قرأ : بالياء ، معناه : هل يجيبك ربك ؟ . { أَن يُنَزّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ ٱلسَّمَاءِ } وذلك أن عيسى لما خرج اتبعه خمسة آلاف أو أقل أو أكثر ، بعضهم كانوا أصحابه ، وبعضه كانوا يطلبون منه أن يدعو لهم لمرض كان بهم أو علة أو كانوا زمنى أو عمياناً وبعضهم كانوا ينظرون ويستهزئون ، وبعضهم نظارة فخرج إلى موضع فوقعوا في مفازة ولم يكن معهم نفقة فجاعوا فقالوا للحواريين : قولوا لعيسى حتى يدعو الله تعالى بأن ينزل علينا مائدة من السماء فجاءه شمعون فأخبره أن الناس يطلبون بأن تدعو الله أن ينزل عليهم مائدة من السماء فـ { قَالَ } عيسى : قل لهم { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } . ويقال : هذا القول للحواريين : قل لهم اتقوا الله إن كنتم مؤمنين ، فلا تسألوا لأنفسكم البلاء فأخبر شمعون بذلك القوم فـ { قَالُواْ } لشمعون قل له : { نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا } يعن المائدة { وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا } يعني تسكن قلوبنا إلى ما دعوتنا إليه { وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا } بأنك نبي { وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ } . لمن غاب عنا ولمن بعدنا فقام عيسى وصلى ركعتين .