Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 23-37)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال عز وجل : { فَوَرَبّ ٱلسَّمَاء وَٱلأَرْضِ } أقسم الرب بنفسه { إِنَّهُ لَحَقٌّ } يعني ما قسمت من الرزق لكائن { مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } يعني كما تقولون لا إلٰه إلا الله أو يعني كما أن قولكم لا إلٰه إلا الله حق كذلك قولي سأرزقكم حق ، ويقال معناه كما أن الشهادة واجبة عليكم فكذلك رزقكم واجب علي ويقال معناه هو الذي ذكر في أمر الآيات والرزق حق يعين صدق مثل ما أنكم تنطقون وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال " أبى ابن آدم أن يصدق ربه حتى أقسم له فورب السماء والأرض إنه لحق " ، قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر { مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } بضم اللام والباقون بالنصب فمن قرأ بالضم فهو نعت بالحق وصفه له ، ومن قرأ بالنصب فهو على التوكيد على معنى أنه لحق حقاً مثل نطقكم قوله عز وجل : { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرٰهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ } يعني جاء جبريل مع أحد عشر ملكاً - عليهم السلام - المكرمين أكرمهم الله تعالى ويقال أكرمهم إبراهيم وأحسن عليهم القيام . { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً } فسلموا عليه فرد عليهم السلام { قَالَ سَلَـٰمٌ } قرأ حمزة والكسائي قال سلم أي أمري سلم والباقون سلام أي أمري سلام أي صلح ثم قال { قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } يعني أنكرهم ولم يعرفهم وقال كانوا لا يسلمون في ذلك الوقت فلما سمع منهم السلام أَنْكَرَهُمْ { فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ } يعني عهد إلى أهله ، ويقال عدل ومال إلى أهله ، ويقال عدل من حيث لا يعلمون لأي شيءٍ عدل ، يقال راغ فلان عنا إذا عدل عنهم من حيث لا يعلمون { فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ } قال بعضهم كان لبن البقرة كله سمناً فلهذا كان العجل سميناً { فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ } فلم يأكلوا { فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ } فقالوا نحن لا نأكل بغير ثمن فقال إبراهيم كلوا فاعطوا الثمن قالوا وما ثمنه فقال إذا أكلتم فقولوا بسم الله وإذا فرغتم فقولوا الحمد لله فتعجبت الملائكة - عليهم السلام - لقوله فلما رآهم لا يأكلون { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } يعني أظهر في نفسه خيفة ، ويقال ملأ عنهم خيفة فلما رأوه يخاف { قَالُواْ لاَ تَخَفْ } منا يعني لا تخشى منا { وَبَشَّرُوهُ بِغُلَـٰمٍ عَلَيمٍ } يعني إسحاق { فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ فِى صَرَّةٍ } يعني أخذت امرأته في صيحة . { فَصَكَّتْ وَجْهَهَا } يعني ضربت بيديها خديها تعجباً { وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } يعني عجوزاً عاقراً لم تلد قط كيف يكون لها ولد فقال لها جبريل { قَالُواْ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ } يكون لك ولد { هُوَ ٱلْحَكِيمُ } في أمره حكم بالولد بعد الكبر { ٱلْعَلِيمُ } عليم بخلقه ويقال عليم بوقت الولادة فلما رآهم أنهم الملائكة { قَالَ } لهم { فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } يعني ما أمركم وما شأنكم ولماذا جئتم أيها المرسلون { قَالُواْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ } يعني قال جبريل أرسلنا الله تعالى { إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } يعني قوم كفار مشركين { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ } يعني لكي نرسل عليهم { حِجَارَةً مِّن طِينٍ } مطبوخ كما يطبخ الآجر { مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ } يعني معلمة ، وقال : مخططة بسواد وحمرة ، ويقال : مكتوب على كل واحد اسم صاحب الذي يصيبه ثم قال عند ربك يعني جاءت الحجارة من عند ربك للمشركين فاغتم إبراهيم لأجل لوط ، قال الله تعالى { فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا } أي في قريات لوط { مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } يعني من المصدقين { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } يعني غير بيت لوط قوله عز وجل { وَتَرَكْنَا فِيهَا ءايَةً } يعني أبقينا في قريات لوط آية يعني عبرة في هلاكهم من بعدهم ثم قال { لّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } يعني العذاب الشديد .