Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 19-27)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال عز وجل : { أَفَرَءيْتُمُ ٱللَّـٰتَ وَٱلْعُزَّىٰ } قرأ مجاهد اللات بتشديد التاء . يقال كان رجلاً يلت السويق بالزيت ويطعم الناس ، وقال السدي كان رجلاً يقوم على آلهتهم ويلت السويق لهم ، ويقال كانت حجارة يعبدونها وينزل عندها رجل يبيع السويق ويلته فسميت تلك الحجارة باللات وقرأه العامة بغير تشديد ، قال مقاتل وإنما سمي اللات والعزى لأنهم قالوا هكذا أسماء الملائكة وهم بناته فنزل { أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ وَٱلأُنثَىٰ } وقال قتادة اللات كان لأهل الطائف والعزى لقريش ومناة للأنصار ويقال : إن المشركين أرادوا أن يجعلوا من آلهتهم من أسماء الحسنى فأرادوا أن يسموا الواحد منها الله فجرى على لسانهم اللات ، وأرادوا أن يسموا الواحد منها العزيز فجرى على لسانهم العزى ، وأرادوا أن يسموا الواحد منها المنان فجرى على لسانهم مناة ، ويقال : إن العزى كانت نخلة بالطائف يعبدونها فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد حتى قطع تلك النخلة فخرجت منها امرأة تجر شعرها على الأرض فأتبعها بفأس فقتلها فأخبر بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال " تلك العزى قتلها فلا تعبد العزى أبداً " ، ويقال : أول الأصنام كانت اللات ثم العزى ثم مناة وهو قوله أفرأيتم اللات والعزى { وَمَنَوٰةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ } يعني : أفرأيتم عبادتها تنفعهم في الآخرة ثم قال { أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنثَىٰ } يعني : بني مدلج ، ويعبدون الملائكة ويقولون هم بناته فيشفعوا لنا { تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ } أي : جائرة معوجة قرأ ابن كثير بهمز الألف والمد والباقون بغير همز ومعناهما واحد وهو اسم الصنم وقرأ ابن كثير ضئزى بالهمزة والباقون بغير همزة ، ومعناهما واحد ، يقال ضازه يضيزه إذا نقصه حقه يقال ضزت في الحكم أي جرت ثم قال { إِنْ هِىَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا } يعني : الأصنام { أَنتُمْ وَءابَاؤُكُمُ } بالتقليد { مَّا أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَـٰنٍ } يعني : من عذر وحجة لكم بما تقولون { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ } يعني : ما يعبدون وما يتبعون إلا الظن ولا تعرفونها أنها يقيناً آلهة { وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ } يعني : يتبعون ما تشتهي أنفسهم وعبدوه وتركوا دين الله { وَلَقَدْ جَاءهُم مّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ } يعني : أتاهم الكتاب والرسول وبين لهم طريق الهدى ثم قال عز وجل : { أَمْ لِلإنسَـٰنِ مَا تَمَنَّىٰ } يعني : ما يتمنى بأن الملائكة تشفع له فيكون الأمر بتمنيه { فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ } يعني : ثواب الآخرة والأولى ، ويقال : أهل السماوات وأهل الأرض كلهم عبيده ، ويقال : له نفاذ الأمر في الآخرة والأولى ، ويقال : جميع ما فيها يدل على وحدانيته ثم قال : { وَكَمْ مّن مَّلَكٍ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ لاَ تُغْنِى شَفَـٰعَتُهُمْ شَيْئاً } يعني : لا تنقطع شفاعتهم رداً لقولهم إنهم يشفعون لنا ثم استثنى فقال { إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَىٰ } يعني : من كان معه التوحيد فيشفع له بإذن الله تعالى ثم قال { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } يعني : لا يصدقون بالبعث { لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ تَسْمِيَةَ ٱلأُنثَىٰ } باسم البنات وفيه تنبيه للمؤمنين لكي لا تقولوا مثل مقالتهم وزجراً للكافرين عن تلك المقالة .