Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 2-6)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال عز وجل : { لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } يعني : له خزائن السَّماوات والأرض يعني : خزائن السَّماوات المطر وخزائن الأرض النبات ، ويقال معناه : له نفاذ الأمر في السَّماوات والأرض ثم قال : { يُحْيِـي وَيُمِيتُ } يعني : يحيي للبعث ويميت في الدنيا { وَهُوَ عَلَىٰ كُلّ شَىْء قَدِيرٌ } من الإحياء والإماتة ثم قال عز وجل : { هُوَ ٱلأَوَّلُ } يعني : الأول قبل كل أحد { وَٱلآخِرُ } بعد كل أحد { وَٱلظَّـٰهِرُ } يعني : الغالب على كل شيء { وَٱلْبَـٰطِنُ } يعني : العالم بكل ويقال ( هو الأول ) يعني : مؤول كل شيء ( والآخر ) يعني : مؤخر كل شيء ( والظاهر ) يعني : المظهر ( والباطن : يعني : المبطن ، ويقال هو ( الأول ) يعني : خالق الأولين ( والآخر ) يعني : خالق الآخرين والظاهر يعني خالق الآدميين وهم ظاهرون ( والباطن ) يعني : خالق الجن والشياطين الذين لا يظهرون ويقال ( هو الأول ) يعني : خالق الدنيا والآخر يعني : خالق الآخرة ( والظاهر والباطن ) يعني : عالم بالظاهر والباطن ، ويقال هو الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء والظاهر والباطن يعني : منه نعمة ظاهرة ، ويقال هو ( الأول والآخر والظاهر والباطن ) يعني : هو الرب الواحد ثم قال { وَهُوَ بِكُلّ شَىْءٍ عَلِيمٍ } يعني : من أمر الدنيا والآخرة ثم قال عز وجل : { هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى ٱلأَرْضِ } يعني ما يدخل في الأرض من الماء والكنوز والأموات { وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا } من النبات والكنوز والأموات { وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاء } وهو المطر والثلج والرزق والملائكة { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } يعني : ما يصعد فيها من الملائكة وأعمال العباد والأرواح { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنتُمْ } يعني : عالم بكم وبأعمالكم أينما كنتم في الأرض { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } فيجازيكم بالخير خيراً وبالشر شراً . ثم قال عز وجل : { لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } ثم قال عز وجل : { يُولِجُ ٱلَّيْلَ فِى ٱلنَّهَارِ } يعني : يُدخل الليل في النهار إذا جاء الليل ذهب النهار { وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِى ٱلَّيْلِ } يعني : يُدخل النهار في الليل إذا جاء النهار ذهب الليل ومعنى آخر يعني : يدخل زيادة الليل في النهار يعني : يصير الليل أطول ما يكون خمس عشرة ساعة والنهار أقصر ما يكون تسع ساعات والليل والنهار أربع وعشرون ساعة ، ثم قال عز وجل : { وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } يعني : بما في القلوب من الخير والشر .