Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 1-3)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } وخاتمها خاتمة سورة هود : { وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } [ هود : 123 ] وقوله تعالى : { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } حمد الرب نفسه ودل بصنعه على توحيده { ٱلَّذِي خَلَق ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } يعني خلق السموات وما فيها من الشمس والقمر والنجوم وخلق الأرض وما فيها . { وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَـٰتِ وَٱلنُّورَ } يعني خلق الليل والنهار ويقال : الكفر والإسلام . وقال الضحاك : هذه الآية نزلت في شأن المجوس قالوا : الله خالق النور ، والشيطان خالق الظلمة ، فأنزل الله تعالى إكذاباً لقولهم ورداً عليهم فقال : { وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَـٰتِ وَٱلنُّورَ } يعني أن الله واحد لا شريك له وهو الذي خلق السماوات والأرض وهو الذي خلق الظلمات والنور { ثْمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني المجوس { بِرَبّهِمْ يَعْدِلُونَ } يعني يشركون . ويقال ( ثم الذين كفروا بربهم يعدلوا ) يعني مشركي مكة بربهم يعدلون يعني يعبدون الأصنام . ثم قال : { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ } يعني آدم وأنتم من ذريته ومن نسله { ثُمَّ قَضَى أَجَلاً } يعني أجل ابن آدم منذ يوم ولد إلى يوم يموت { وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ } يعني البرزخ منذ يموت إلى يوم البعث فهو مكتوب في اللوح المحفوظ . فهذا قول مقاتل والحسن وقال عكرمة : ( أجلاً ) يعني أجل الدنيا ( وأجل مسمى ) يعني أجل الآخرة وهكذا قال سعيد بن جبير : ويقال ( أجلاً ) يعني أجل واحد ( وأجل مسمى ) يعني يوم القيامة { ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ } يعني تشكون في البعث بعد الموت وفي الأجل المسمى . ثم قال : { وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَفِي ٱلأَرْضِ } يعني هو المتفرد بالتدبير في السماوات وفي الأرض . وهذا كقوله : { وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمآءِ إِلَـٰهٌ وَفِي ٱلأَرْضِ إِلَـٰهٌ } [ الزخرف : 84 ] يعني وهو خالق السماوات والأرض . ويقال : هو الذي يوحد ويقر بوحدانيته أهل السماوات والأرض ويقال : عالم بما في السماوات وبما في الأرض . { يَعْلَمُ سِرَّكُمْ } يعني يعلم سر أعمالكم { وَجَهْرَكُمْ } يعني علانيتكم { وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ } من الخير والشر فيجازيكم بذلك . ثم أخبر عن أمر المشركين فقال : { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ … } .