Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 20-23)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلكِتَابَ } يعني التوراة والإنجيل { يَعْرِفُونَهُ } يعني محمداً - صلى الله عليه وسلم - بنعته وصفته { كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ } . وقال عبد الله بن سلام : أنا أعرف بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من إبني لأني أشهد أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أشهد لابني لأني لا أدري ما أحدثت النساء بعدي . ثم قال : { ٱلَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } يعني كعب بن الأشرف ومن تابعه ممن طلبوا الرئاسة آثروا الدنيا على الآخرة . قوله تعالى : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } يعني ممن اختلق على الله كذباً باتخاذ الآلهة ، وقوله الشرك { أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ } يعني بالقرآن أنه ليس من عند الله { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ } يعني أنه لا يأمن الكافرون من عذابه . قال في اللغة : ( إنه ) : مرة تكون الإشارة مثل قوله : { إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } [ يوسف : 98 ] ومرة تكون للعماد مثل قوله تعالى : { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَـٰفِرُونَ } [ المؤمنون : 117 ] و { أَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ } وقوله تعالى : { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } يوم القيامة { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ : أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } يعني أين آلهتكم التي تزعمون يعني تعبدون من دون الله { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ } وأصل الفتنة في اللغة : هو الإختبار ويقال : فتنت الذهب في النار إذا أدخلته لتعلم جودته ، وإنما سمي جوابهم فتنة . لأنهم حين سئلوا اختبروا بما عندهم بالسؤال فلم يكن الجواب من ذلك الإختبار فتنة إلا هذا القول . ويقال : ثم لم تكن معذرتهم وجوابهم { إِلاَّ أَن قَالُواْ : وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } . [ قال مجاهد ] إن المشركين لما رأوا يوم القيامة : أن الله لا يغفر ذنوبهم يقول بعضهم لبعض : يا ويلكم جئتم بما لا يغفر الله لكم هلموا الآن فلنكْذِبْ على أنفسنا ونحلف على ذلك فحلفوا فحينئذ ختم على أفواههم فتشهد أيديهم وأرجلهم عليهم . قرأ ابن عامر وابن كثير وعاصم في رواية حفص : ( ثم لم تكن فتنتهم ) بالتاء لأن الفتنة مؤنث ( فتنتهم ) بضم التاء لأنه اسم تكن . وقرأ حمزة والكسائي : ( ثم لم يكن ) بالياء لأن الفتنة وإن كانت مؤنثة إلا أن تأنيثه ليس بحقيقي ولأن الفتنة بمعنى الافتان فانصرف إلى المعنى ( فتنتهم ) بالنصب فجعلاه خبر تكن والاسم ما بعده وقرأ أبو عمرو ونافع وعاصم في رواية أبي بكر : ( ثم لم تكن ) بالتاء والنصب وقرأ حمزة والكسائي : ( والله ربَّنا ) بنصب الباء ومعناه يا ربنا وقرأ الباقون : ( والله ربِّنا ) بكسر الباء على معنى النعت . قال الله تعالى لمحمد - صلى الله عليه وسلم - انظر كيف كذبوا على أنفسهم أي كيف صار وبال تكذيبهم على أنفسهم . ويقال : يقول الله تعالى للملائكة : { ٱنظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ … } .