Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 63-65)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { قُلْ مَن يُنَجّيكُمْ مِّن ظُلُمَـٰتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } يعني من أهواله وشدائده ، والظلمات كناية عن الأهوال والشدائد { تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً } وقال الكلبي : سراً وعلانية . وقال مقاتل : يعني في خفض وسكون . قرأ عاصم في رواية أبي بكر ( خُفْيةً ) بكسر الخاء . والباقون : بالضم : وهما لغتان وكلاهما واحد . { لَّئِنْ أَنجَـٰنَا مِنْ هَـٰذِهِ } يعني من غمّ هذه الأهوال والشدائد { لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ } يعني من الموحدين . { قُلِ ٱللَّهُ يُنَجّيكُمْ مِّنْهَا } يعني من أهوال البر والبحر { وَمِن كُلِّ كَرْبٍ } يعني ينجيكم من كل كرب يعني من كل غم وشدة . { ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ } يعني ترجعون إلى الشرك . [ وقرأ بعضهم : ( ينجيكم ) بالتخفيف ، والقراءة المعروفة بالتشديد ] . وقرأ عاصم وحمزة والكسائي : ( لئن أنجانا ) بالألف يعني أنجانا الله تعالى . وقرأ الباقون ( لأن أنجيتنا ) على معنى المخاطبة وقرأ عاصم وحمزة والكسائي : ( قل الله ينجيكم منها ) بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف ومعناهما واحد . ويقال : أَنْجَى ، يُنْجِي ونَجَّى يُنَجِّي . وقوله تعالى : { قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ } يعني الحصب بالحجارة ، كما فعل بقوم لوط ، والغرق كما أرسل على قوم نوح ، يعني إن استكبرتم وأصررتم وكذبتم رسلي مثل ما فعل قوم نوح أو فعلتم الفعلة التي فعل قوم لوط . ثم قال : { أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } يعني يخسف بكم كما خسف بقارون ومن معه ، إن استكبرتم واغتررتم بالدنيا كما فعل قارون . ثم قال : { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً } يعني الأهوال المختلفة كما ألبس بني إسرائيل إن تركتم أمر رسولي واتبعتم هواكم كما فعل بنو إسرئيل { وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } يعني يقتل بعضكم بعضاً بالسيف كما فعل بالأُمم الخالية إن فعلتم مثل ما فعلوا . فلما نزلت هذه الآية قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " يا جبريل : ما بقاء أمتي على ذلك ؟ قال له جبريل : إنما أنا عبد مثلك ، فادع ربك وسله لأمتك . فقام النبِي - صلى الله عليه وسلم - فتوضأ وأسبغ الوضوء ، فأحسن الصلاة ثم دعا فنزل جبريل فقال : إن الله تعالى سمع مقالتك وأجارهم من خصلتين وهو العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم . فقال : يا جبريل ما بقاء أمتي إذا كان فيهم أهواء مختلفة ويذيق بعضهم بأس بعض " فنزل جبريل بهذه الآية { الۤـمۤ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ ءَامَنَّا … } [ العنكبوت : 1 ، 2 ] الآية . وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة وتفترق أمتي اثنان وسبعون فرقة ، كلهم في النار إلا واحدة قالوا : يا رسول الله ما هذه الواحدة ؟ قال أهل السنة والجماعة الذي أنا عليه وأصحابي " وفي خبر آخر . " السواد الأعظم " وروى عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله أنه قال : لما نزلت هذه الآية : { قُلْ : هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أعوذ بوجه الله " فلما نزلت : { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ، وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } قال : " هاتان أهون " ويقال : عذاباً من فوقكم يعني سلطاناً جائراً ، أو من تحت أرجلكم : من سفهائكم يقلبون عليكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض يعني الفتنة بين المحلّتين أو القريتين . ثم قال : { ٱنْظُرْ كَيْفَ نُصَرّفُ ٱلآيَـٰتِ } يعني نبين الآيات من البلاء والعذاب في القرآن { لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ } يعني يعقلون ما هم عليه .